نعيش أجواء شهر رمضان المبارك هذا العام وسط ظروف استثنائية، يمر بها العالم، تتطلب تكاتف وتآزر جهود الجميع، ليس على مستوى البلد الواحد، إنما على مستوى دول العالم أجمع، وهذه هي روح الشهر الفضيل، الذي يجسد قيـم التآزر والتآخـي والتعـايش بين الجميع، ويذكرنا بواجباتنا والتزاماتنا نحو إخوتنا في الإنسانية، وهو الأمر الذي شهدنا تطبيقه العملي، من خلال تقديم دولة الإمارات، المساعدات الطبية والإنسانية للدول الأكثر تأثراً بتداعيات انتشار فيروس «كورونا» المستجد.

لقد استقبلنا شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري، مبتهلين إلى الله تعالى أن يحفظ الإمارات قيادة وشعباً، رافعين أسمى آيات التهاني والتبريكات، إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وأولياء العهود، وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، وكل من يعيش على أرضها الطيبة.

في دولة الإمارات، وكما تعلمنا من قيادتنا الرشيدة، نعمل على تحويل التحديات إلى فرص، فكما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: «التحديات والعقبات ليست نقطة النهاية، بل فرصة لإبداع حلول جديدة». وقد أسهمت البنية التحتية المتطورة لدولة الإمارات، في تمكين معظم العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة، ممن لا تتطلب طبيعة عملهم الوجود في أماكن عملهم، من العمل عن بعد بكفاءة وفعالية تامة، تطبيقاً للإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى الحد من انتشار الجائحة، وحماية أفراد المجتمع. وفي هيئة كهرباء ومياه دبي، ساعدت البنية الرقمية التي تمتلكها الهيئة، والبرامج التدريبية التي اجتازها الموظفون، على مدى السنوات الماضية، لاستخدام الأدوات والوسائط التقنية، وعقد الاجتماعات المرئية عن بعد، بالاستعانة بالتقنيات الحديثة، مع ضمان أعلى معايير الأمن الإلكتروني، في تمكين الهيئة من اعتماد منظومة العمل عن بعد، بنسبة 100 % للموظفين ممن لا تتطلب طبيعة عملهم الوجود في محطات الطاقة والمياه.

شهر رمضان المبارك، فرصة لنشكر الله على نعمه الكثيرة، بما في ذلك الطاقة والمياه، ونتذكر مسؤوليتنا وواجباتنا تجاه البيئة والحفاظ عليها، وعلى مواردها الطبيعية، وأن نجعل الممارسات الصديقة للبيئة، نمط حياة وثقافة مجتمعية، عبر تغييرات بسيطة، نطبقها في حياتنا اليومية، تشمل الاستهلاك الرشيد للكهرباء والمياه، واتباع أسلوب حياة واعٍ ومسؤول في استخدام الموارد، الأمر الذي سيكون له كبير الأثر في ترسيخ أسس الاستدامة البيئية، وتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة، بأن تكون دولة الإمارات مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة، والاقتصاد الأخضر والاستدامة، ويسهم في تحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، التي تهدف لأن تكون دبي المدينة الأقل في البصمة الكربونية. دعونا نعمل معاً للحفاظ على مواردنا الطبيعية، وضمان استدامتها لأجيالنا القادمة، تطبيقاً لقول المولى عز وجل: «وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَاما» (الفرقان: 67). تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، في هذا الشهر الفضيل، وكل عام أنتم بخير.

* العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي