الإمارات، هي واحدة من الدول القليلة التي أدركت باكراً أن وحدة البشرية في التسامح والمحبة والحوار الحضاري والثقافي، وأن حل كل القضايا في السلام القادر على تحقيق الاستقرار في المنطقة، فالعالم الذي حيّا دولة الإمارات على شجاعتها في عقد معاهدة السلام مع إسرائيل، اقتنع أن لا حل أمامه لمواجهة التحديات التي تواجهه سوى السلام والتعاون والتضامن والتعامل بالعقل والمنطق.
ولأنها دولة تعتمد على الواقعية السياسية والعقلانية في تحديد أولوياتها واتخاذ قراراتها، ولأنها تؤمن بالسلام طريقة تعامل وأسلوب حياة، وترى فيه قراراً سيادياً واستراتيجياً، أعلنت الإمارات عن معاهدة سلام مع إسرائيل، مع بقائها على عهدها في دعم الحق الفلسطيني، وإصرارها على أن يكون مقابل خطوتها الجريئة هو أن تكف تل أبيب عن ضم الأراضي في الضفة الغربية كخطوة في اتجاه الحل النهائي الذي أكدت في مناسبات عدة أنه لا يمكن أن يكون إلا بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
فماذا لو قرر كل العرب أن يباشروا بعهد جديد للسلام ويدخلوا معها من داخل بوابة السلام مفاوضات جدية ليفرضوا عليها الحل النهائي للقضية الفلسطينية، ليتحقق بذلك حلم الرفاه للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وبالتالي لإسرائيل والعرب؟
يحتاج الكثير من العرب إلى الاستفادة من الرؤية الإماراتية لقيم التسامح والمحبة والسلام ولروح التفاهم مع الجميع تحت غطاء المصلحة المشتركة والحوار الخضاري والتلاقي على جملة المبادئ الإنسانية بروح الفهم العميق للعلاقات الدولية، والقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، والتعبير عن مواقفهم في الضوء، وليس في الظلام الموحي بالمؤامرات كما يفعله آخرون.
إن السلام بالنسبة للإمارات عقلية راسخة في أبعادها السياسية والثقافية والمعرفية، وهي متجذرة في بيئة تحترم حق الاختلاف وتتبنى مبدأ التسامح، حيث أقامت جسور التواصل مع مختلف الحضارات والأمم والشعوب وتنطلق من رؤية تتسم بالوضوح والشفافية.