مهنة التعليم، تعتبر من أنبل وأرقى المهن على الإطلاق، ويكفي أن تكون أولوياتها ورسالتها الأولى، المعرفة والتعليم، وزيادة الثقافة والوعي لدى الناس، دون استثناء، وترتبط حيوية وأهمية مهنة التعليم، مع ما تقدمه وما تعطيه للآخرين، وظيفتها الرئيسة والأهم، هو الآخر، وأن يكون متمكناً، وعلى معرفة وعلم بالأدوات اللازمة لحياة رغيدة سعيدة، كلها خير.

كما هو معروف، فإن التعليم هو النقطة التي يبدأ معها كل التطور والتقدم البشري، ومع هذا التطور، تطورت طرق وأساليب التعليم نفسه، لكن بقي جوهره وقيمته وعمقها كما هو، دون أي تغيير، فالرسالة نفسها، والهدف هو كما كان. ومن هذه النقطة تحديداً، يجب أن نكون على درجة عالية من الحرص، بألا نخرج الرسالة التعليمية من إطارها الإنساني، بألا نجردها من عمقها النبيل، المحمل بالإيثار ومحبة الخير للناس.

لذا، من الأهمية أن يدرك كل معلم ومعلمة، أن وظيفتهم الرئيسة، المعرفة وبثها وتعليمها. هذه الحيوية والأهمية البالغة للتعليم والمعلم، يجب ألا تغيب أبداً عن ذهن أي واحد منا، المعلمون يقفون على أبواب الحضارة، يشرعونها لكل طموح وساعٍ نحو المعرفة، نحو المجد والبناء الحضاري.

المعلم هو من يصنع الإنسان، وينمي في داخله المعاني السامية، ويضع نبتة المبادئ القويمة والخلق الحسن. وكما قال الروائي العالمي الراحل، نجيب محفوظ: يمتلك المعلم أعظم مهنة، إذ تتخرج على يديه جميع المهن الأخرى. كأمهات وآباء، يجب أن نغرس هذه الأهمية في قلب أطفالنا، أن ننمي في عقولهم الغضة الصغيرة، حب المعلم وتقديره واحترامه، لأننا بغرس هذه القيم، نعلي من قدر ورسالة التعليم، وعندها، سيكون هناك صدى أعمق وأعظم لكل ما يمنحه المعلم، ولكل ما يقدمه للنشء من علوم ومعارف.