للمملكة العربية السعودية مكانتها الخاصة في قلوب الجميع، وللملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مكانته الخاصة في صفحات التاريخ بين عظماء العرب والعالم، حيث أسس، رحمه الله، المملكة العربية السعودية، على نهج كتاب الله وسنة نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم، وجعلها قبلة للعلماء والأدباء والمثقفين، وفي إحدى زيارات الملك لمكة المكرمة، تقدم بين يديه أحد الطلاب وأنشأ قصيدة يثني فيها على الملك، فلما لاحظ، رحمه الله، بفراسته المعهودة علامات النبوغ والذكاء على الفتى، قرر وهو والد الجميع أن يتواصل مع والد الفتى ويؤكد ضرورة الاهتمام بتعليمه، ومنحه بعثة للدراسة خارج المملكة، وفي عام 1945 عندما التقى الملك عبدالعزيز، رحمه الله، رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشيرشل، كان عبدالله بلخير وهو ذلك الفتى، الذي ألقى القصيدة بين يدي الملك، هو من يقوم بالترجمة في لقاء الملك وتشيرشيل، وهذا يخبرك الكثير عن رؤية الملك وعن الأساس الذي بنيت عليه المملكة العربية السعودية.

هذه القصة ليست قصة الإعلامي والمحلل السياسي عبدالله بلخير وحده، ولكنها قصة مجتمع بأسره، فالمجتمع السعودي منذ تأسيس المملكة إلى يومنا هذا، وهو ينعم بالأمن والرخاء، وعلى خطى عبدالعزيز تمضي خطى سلمان، وكما كان الملك الشاب عبدالعزيز حديث العالم الغربي، كما وصفته الصحف الأوروبية والأمريكية، أصبحنا نرى العالم وهو يتحدث عن إنجازات ولي عهد المملكة العربية السعودية واليد اليمنى للملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وما أشبه اليوم بالبارحة، ففي البداية كانت رؤية الملك عبدالعزيز على الورق، واليوم أصبحنا نراها في شعبه قبل أرضه، وفي الإنسان و العمران، وفي ابتسامة الحجاج في بيت الله الحرام، وكذلك هي رؤية 2030، التي بدأت تتجلى شيئاً فشيئاً على محيا المملكة.

ماضي المملكة الجميل يخبرك عن حاضرها المبهر، فهي ما زالت وستظل مسارعة للمجد والعلياء، وكلما رفع الخفاق الأخضر، وقرأنا النور المسطر الذي تحمله كلماته، سنردد مع أبناء المملكة بصوت واحد وقلب واحد «الله أكبر»، لأنه وطن الأشقاء، ولأن للملكة في قلوب الجميع حب لا ينتهي، وتاريخ لا تمحوه الأيام، ولأن تاريخ الخليج العربي بكل تفاصيله الجميلة يخبرك الكثير عن روابط الدم والعلاقات الوطيدة والحب، الذي يكنه أبناء الخليج للمملكة.