ترفع دولة الإمارات رايات التطور والازدهار، في وطن يهدف باستمرار لمستقبل أكثر إشراقاً وتألقاً، ويتحلى بطموح لا يعرف المستحيل، وعزم كالحديد على تحقيق الريادة في شتى المجالات، بما يعود على الوطن والمواطن والبشرية جمعاء بالنفع العميم.

ولا أدل على ذلك من الإنجازات المبهرة التي حققتها دولة الإمارات في شتى المجالات، بما في ذلك إنجازات نوعية لم تقف أزمة كورونا حائلاً دون تحقيقها، بل كان العكس هو الصحيح، فقد مضت دولة الإمارات في مسيرتها المشرقة في صنع المنجزات وتنفيذ المبادرات الرائدة متجاوزة هذه الأزمة وكأنها لم تكن، مستثمرة كافة الفرص والإمكانات، بحكمة قيادتها، وتفاني أبنائها، لتكون الإمارات بذلك وطن المبادرات الاستثنائية ودولة اللامستحيل.

لقد خلَّدت دولة الإمارات اسمها في قائمة الدول المستكشفة للفضاء الخارجي، ولا تزال تطلق مبادرات نوعية في هذا المجال، ومنها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، ومشروع استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، كما شقت طريقها في مجال تصنيع الأقمار الصناعية متعددة الأغراض، كما أطلقت برنامجها للطاقة النووية السلمية، وبدأت تشغيل محطة براكة لتوفير الطاقة النظيفة الآمنة لشبكة الكهرباء، لتكون بذلك أول دولة عربية تضع بصمتها في هذا المجال، وأطلقت محطات لتوليد الطاقة الشمسية، وأطلقت عدداً من المدن القائمة على التصميم العمراني الذكي والمستدام، مثل مدينة مصدر وغيرها، وأطلقت استراتيجيتها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 لمكافحة التغير المناخي وفتح آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية المستدامة.

وكذلك فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، أطلقت دولة الإمارات استراتيجية خاصة بذلك، وعملت على إنشاء الحكومة الذكية، وتعزيز أمنها الالكتروني، واستقطاب مشاريع الاستثمارات التكنولوجية، وأطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كأول جامعة على مستوى العالم للدراسات العليا المتخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي.

وها هي اليوم تستضيف المعرض الدولي إكسبو 2020 والذي تجتمع فيه مختلف الدول والشركات من شتى بقاع الأرض، لتتنافس على عرض منجزاتها ومبتكراتها التي تسهم في بناء حياة مستدامة مزهرة.

إن هذا الواقع الإماراتي المشرق الذي لا نستطيع أن نفيه حقه في هذه السطور ليس مجرد تطوير منحصر في مجال معين أو مقيد بزمن محدود، بل هو منظومة تطويرية شاملة لتغيير نوعية الحياة بشكل شمولي مستدام، تمتد تأثيراته لمستقبل الأجيال اللاحقة، وتستند إلى مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه العالم بأسره، ومن أهمها التغير المناخي، الذي يهدد الحياة على كوكب الأرض، ويهدد حياة الأجيال المقبلة، ويزداد خطره بشكل متزايد، والذي يتطلب بحسب الخبراء علاجاً عالمياً يرتكز على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وزيادة فعالية واستثمارات الطاقة النظيفة المتجددة، كالطاقة الشمسية والطاقة النووية، واستثمار الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستدامة وتحسين استخدام الموارد.

وهذه الثورة التطويرية والمبادرات الاستثنائية التي تطلقها دولة الإمارات يواكبها انطلاق ثقافة حضارية تلقي بظلالها في واقع هذا الجيل حول هذه القضايا والمفاهيم، حتى تصبح جزءاً من تفكيرهم واهتماماتهم وحديثهم، باعتبارهم جزءاً من الواقع أولاً، وباعتبارهم ركيزة أساسية من ركائز القوى البشرية التي ستساهم في تشكيل هذه الحياة الجديدة، وها هم أبناؤنا يتزودون بهذه الثقافة في مدارسهم وجامعاتهم، وهو ما يحتم على كل فرد أن يكون له نصيب ثقافي وافر في هذه المسيرة، لئلا يكون متخلفاً عن الركب، أو يجد نفسه أميًّا في عالم ثقافي جديد، وقد أشارت الاستراتيجية الوطنية للابتكار إلى أن من واجب كل مواطن إماراتي أن يسهم إسهاماً قيماً في إنماء وطنه، عن طريق بناء معارفه واستثمار مواهبه في الابتكار والريادة، ومن واجبنا كذلك أن ندعم أبناءنا وبناتنا ونشد على أيديهم في طرق الإبداع والابتكار، لنسهم في خلق جيل يتمتع بالثقافة العالية ويخوض سباق المعرفة، ليحوز قصب السبق فيه، ويسهم بشكل فاعل في اقتصاد المعرفة، بما يعود عليهم وعلى وطنهم بالخير والريادة.

إن العالم اليوم يبحث عن حياة أفضل، في ظل تحديات تمس جوهر الحياة الإنسانية، يعمل على مواجهتها بأكثر أسلحة العصر ابتكاراً، وتمضي دولة الإمارات في مقدمة هذا الركب الحضاري، متسلحة بأبنائها، داعمة ومحفزة لهم، ليرفعوا راية الوطن خفاقة عالية في قمم الإنجازات النوعية الخالدة.