لقد أصبح من المعتاد أن يطرق مسامعنا كل فترة وأخرى تصدر دولة الإمارات في هذا المؤشر أو ذاك عالمياً، وتبوئها المراكز الأولى عربياً وإقليمياً وعالمياً، حتى أصبح ذلك سمة من السمات البارزة لدولة الإمارات، في مسيرة ريادية تنطلق دون توقف لاعتلاء قمم الصدارة.

مجالات كثيرة ومؤشرات عديدة تبوأت فيها دولة الإمارات المراتب الأولى، سواء في المجالات التنموية أو الأمنية أو العلمية أو الإنسانية أو غيرها، لا نستطيع حصرها في هذا المقال، فالإمارات الأولى إقليمياً في أغلب المؤشرات التنموية والتنافسية، وضمن أفضل عشر دول في العالم في 120 مؤشراً تنموياً، وهي أول دولة عربية تزور محطة الفضاء الدولية عبر رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، وأول دولة عربية تصل إلى المريخ عبر مسبار الأمل، وأول دولة عربية تنجح في تطوير وتشغيل محطة للطاقة النووية السلمية عبر محطة براكة، وأول دولة عربية وأول دولة في الشرق الأوسط تستضيف معرض إكسبو العالمي، كما أنها ضمن الدول العشر الأولى في التنافسية والأولى عالمياً في قدرة الحكومة على التكيف مع المتغيرات، وغير ذلك من المؤشرات.

ومن أحدث هذه الإنجازات الريادية تبوؤ دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في تجوال السكان ليلاً بمفردهم، وذلك بحسب تقرير جالوب للأمن والنظام 2021، ليعكس ذلك ما تتمتع به دولة الإمارات من منظومة أمن راقية، ومؤسسات أمنية وشرطية متميزة، تسعى للمحافظة على سلامة الجميع، حتى أضحت دولة الإمارات واحة أمن واستقرار لكل من يعيش على أرضها من مواطن أو مقيم أو زائر، يعيشون جميعاً في أمن وطمأنينة، دون أن يخاف أحد منهم من أي تهديد يمس سلامته الشخصية.

إن هذا الاستقراء للمؤشرات حول تميز دولة الإمارات عربياً وإقليمياً وعالمياً يدل على أمور كثيرة، منها ما تتمتع به قيادة دولة الإمارات من الرؤية الواضحة في المنافسة الإيجابية وتحقيق التطور والتقدم والازدهار في شتى المجالات، ومن الطموح والتصميم وسعة الأفق، فلم تنبثق تلك الإنجازات عن رؤية عشوائية، بل كانت نتاجاً لرؤية موضوعية وآفاق استشرافية وتطلعات لا تعرف المستحيل تسعى للارتقاء بالوطن والمواطن والمقيم، وتوفير أرقى الخدمات ومقومات الحياة السعيدة للجميع، مما كان له أبلغ الأثر والنتائج.

كما تعكس هذه الإنجازات إيمان القيادة الحكيمة بأبنائها الذين هم السواعد الأبية للوطن، وخاصة فئة الشباب، الذين يصطفون مع قيادتهم الحكيمة في سباق التنافس العالمي، ليكونوا خير عون وسند لدولتهم على تحقيق المراكز الأولى، واثقين بقيادتهم، مؤمنين بمواهبهم وقدراتهم، متحلين بالأمل والطموح والإيجابية في أن يكونوا مشاعل خير وتطور للعالم كله، متسلحين بالعزيمة والإصرار وروح التحدي، فإن هذه الإنجازات الريادية التي تحققت لم تأتِ مع خلو الساحة من منافسات وتحديات، بل كان سباقاً تنافسياً مع وجود المنافسات الأخرى التي لم تستطع أن توازي رؤية القيادة الحكيمة، ومع وجود التحديات العديدة، ومنها التحدي الصحي العالمي وباء كورونا.

ومما يستدعيه ذلك منا كمواطنين ومقيمين استشعار هذه النعم العظيمة التي حبانا الله بها، نعمة الإنجازات والصدارة والريادة وبلوغ المراتب الأولى، والتي تعود ثمراتها على كل من يعيش على أرض الإمارات، تنميةً وازدهاراً وسعادةً وسمعةً طيبةً وعيشة آمنةً مطمئنة وتوفُّراً لأرقى الخدمات، فلله الحمد والمنة.

وتتجلى أهمية هذه النعم العظيمة مع افتقار كثير من الدول الأخرى لها، وما تعانيه من سلبيات في مؤشرات كثيرة، وصولاً إلى انعدام الأمن والاستقرار وافتقاد أدنى مقومات الحياة الكريمة، وما نسمع من أزمات هنا وهناك للاجئين انقطع بهم السبل باحثين عن حياة جديدة لهم.

كما يستدعي ذلك منا استشعار جهود القيادة الحكيمة، ورؤيتها السديدة، وحرصها على مصلحة الوطن وكل يعيش على أرضه، وما تبذله من الجهود الحثيثة في سبيل ذلك، وما يتطلبه ذلك من الثقة بها، والتكاتف معها، وتسليم زمام الأمور لها، لأنها لا تبت في القرارات إلا لتحقيق المصالح العامة والخاصة.

إن المحافظة على ما نعيشه من النعم والإسهام في تنميتها ضرورة كبرى، ليبقى وطننا مزدهراً دائماً، يمضي دون توقف لتحقيق المراتب الأولى في مختلف المؤشرات، ويتبوأ الصدارة والريادة في التنافسية العالمية، ليكون أنموذجاً ملهماً للدول والمجتمعات الأخرى لتحذو حذوها قيادات وشعوب، وتسهم في رقي الحضارة ونفع البشرية جمعاء.