ما تعريف القدوة الحسـنة؟ تحيط الدراسات حول هذا الموضوع بأنها الشـخصية الإيجابية التي يسعى المحيطون بها لمتابعتها وتقليدها والاقتداء بها فـي تصرّفاتها وأفعالها وأقوالها، وتكون مثالاً يحتذى به وتؤثر في نفوس الآخرين وتحفزهم على القيام بأمور إيجابية تساعدهم على الوصول إلى أهدافهم.
الهدف من اتباع القدوة هو الارتقاء بالأخلاق واتباع السلوكيات التي تتوافق مع قيم المجتمع، والسعي لمتابعة الشخصيات الإيجابية ومتابعة الذين يهتمون بنشر المواد التثقيفية والاقتداء والتعلم من تجاربهم وقصص نجاحاتهم، ولكل منا قدوة حسنة في حياتنا سواء على الصعيد الأسري أم المهني أم المجتمعي.
واستشهد هنا بمقولة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حيث قال سموه: إن للمواطنة الإيجابية دوراً مهماً في مواجهة هذا التحدي المتمثل في انخفاض أسعار النفط، وذلك بكونه تحدياً مشتركاً ويقتضي مسؤولية مشتركة أيضاً، فللبيت دور في رفع مستوى التعليم لدى الأبناء والحفاظ على مكتسبات الوطن وتعظيم منجزاته المادية والمعنوية، وللموظف الحكومي دوره في الإبداع والإنتاج والعمل بروح الفريق مع الأخذ بعين الاعتبار قياس الإنتاجية.
وأود أن أشكر وأشيد بجهود فريق عمل برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي على جهودهم الدؤوبة في تقييم فئات القدوة الحسنة، ووجود منهجية متميزة في اختيارهم، ومدى ترابط صفات القدوة الحسنة مع أبعاد التقييم ومعايير الأوسمة. حيث يعتبر دليل برنامج القدوة الحسنة للموظف الحكومي مرجعاً علمياً مهماً تسترشد به المؤسسات الحكومية للبحث والقياس.
عن هذه النماذج الإيجابية والكشف عنهم وتشجيعهم وتقديرهم بشكل يتكامل مع تطوير معايير أوسمة رئيس مجلس الوزراء وآلية تقييمها، والتي تعتمد على قياس أداء الموظف القدوة من حيث الأداء والمساهمة والنمو والانفتاح، وبالتالي تحقيق نقلة نوعية في الأداء من مجرد «منجـز» إلى «ملهـم» ويؤثر بشكل إيجابي في تحسين جودة الحياة، ونشر السعادة.
وكذلك أدعو المؤسسات الأكاديمية والتدريبية في إطلاق البرامج المهنية المتخصصة في صناعة القدوة الحسنة، واستثمار الشخصيات الملهمة، وأصحاب القدوة الحسنة لتعزيز دورها المجتمعي من خلال برامج توعية تحاكي لغة العصر، وتعكس جهودهم في استدامة المواطنة الإيجابية على اختلاف أدوارهم المجتمعية محلياً وعربياً.