في عيد الاتحاد الخمسين نستحضر إنجازات الوطن والدور الكبير الذي قام به القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في قيام الاتحاد الذي يعد إنجازاً تاريخياً نتباهى به أمام الأمم.
فما زالت روح زايد الخير خالدة في وجدان الوطن والمواطنين والأمتين العربية والإسلامية، ولا سيما أن تاريخه حافل بالعطاء إذ كرس جهوده لخدمة وطنه وشعبه وأمته، وكما قال طيب الله ثراه (إن الوطن ينتظر منا الكثير والشعب يتطلع إلى أعمالنا ونحن جميعاً شركاء في المسؤولية).
وحمل الراية من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وأخوهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لقيادة الإمارات إلى مراكز الصدارة العالمية انطلاقاً وتجسيداً للرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة لتعزيز مكانة الدولة ضمن مسيرة التميز التي بدأت منذ خمسين عاماً مضت.
وعلى المستوى الدبلوماسي عملت الدولة على تبني دبلوماسية نشطة منفتحة على العالم الخارجي ونسج علاقات مع مختلف دول العالم مستندةً في جوهرها إلى احترام مبادئ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وعلى رأسها الديموقراطية وحقوق الإنسان حتى أصبحت الإمارات واحةً للسلام والاستقرار ورمزاً للاعتدال والحكمة.
وحافظت الإمارات على حضورها العالمي في مجال التسامح وتعزيز التعايش ومحاربة التطرف والكراهية عبر منظومة مؤسسية تتصدرها وزارة التسامح والعديد من المؤسسات الفكرية والدينية التي تتخذ من الإمارات مقراً لها.
كما شهدت الدولة إنجازات مبهرة على الصعيد الدولي وفرضت نفسها في زمن قياسي بوصفها أحد أهم اللاعبين الدوليين في قطاع الفضاء بداية من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، إذ أراد أن يكون الفضاء ميداناً لطموح الإمارات وإنجازات أبنائها، إذ شكل وصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري عام 2019 إلى محطة الفضاء الدولية للمشاركة في استكشاف الفضاء والبحوث العلمية إنجازاً سابقاً في رحلة تكللت بالنجاح وسطرت اسم الدولة في قطاع الفضاء.
وفي أواخر عام 2019 أصدرت الإمارات القانون الخاص بتنظيم قطاع الفضاء والذي يعد الأول من نوعه عربياً وإسلامياً إذ يهدف إلى خلق بيئة تشريعية وتنظيمية في القطاع الفضائي لتتناسب مع القوانين والأنظمة الأخرى في الدولة وتحترم المعاهدات الدولية.
وبعد رحلة استغرقت سبعة أشهر وصل مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ معلناً نجاحه في الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر لتدخل الإمارات بهذا الإنجاز التاريخي كأول دولة عربية والخامسة على مستوى العالم تصل إلى الكوكب الأحمر.
وفي الخامس من أكتوبر عام 2021 كشفت الإمارات عن وجهتها الجديدة في مجال الفضاء لبناء مركبة فضائية إماراتية تصل خلالها إلى كوكب الزهرة وسبعة كويكبات أخرى ضمن المجموعة الشمسية في رحلة تستغرق خمس سنوات.
وبتشغيل محطة براكة للطاقة النووية أصبحت الإمارات الأولى في الوطن العربي والثالثة والثلاثين عالمياً التي تنجح في تطوير محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء على نحو آمن وصديق للبيئة وبهذا الإنجاز أصبحت دولة الإمارات في مصاف الدول العظمى التي تستخدم الطاقة النظيفة في إنتاج الكهرباء.
كما تُوِجت الإمارات في العام الحالي مسيرتها الحافلة وعضويتها الفاعلة في الأمم المتحدة بإنجازين فارقين بانتخابها لعضوية مجلس الأمن للفترة من 2022 إلى 2023 وفوزها بعضوية مجلس حقوق الإنسان للفترة من 2022 إلى 2024.
وقد أثبتت دولة الإمارات ريادتها في تعزيز وحماية حقوق الإنسان انطلاقاً من تراثها الثقافي والدستوري ومنظومتها التشريعية إلى تعزيز مبادئ العدالة والمساواة والتسامح واتباعها نهجاً استباقياً متطوراً في حقوق الإنسان من خلال إصدار التشريعات الضامنة لذلك ومن أهمها مكافحة الاتجار بالبشر وقوانين حقوق المرأة وحماية حقوق العمالة وأصحاب الهمم وحقوق الطفل وكبار السن.
وفي هذه المناسبة الغالية على قلوبنا نجدد العهد ونؤكد المضي قدماً على نهج الآباء والمؤسسين لتعزيز وترسيخ منجزات الاتحاد وحماية مكتسباته وإبراز الولاء والانتماء للوطن وصولاً إلى التميز والريادة في المجالات كافة إعلاء لراية الوطن بين الأمم.