تختلف التنظيمات الإرهابية في أسمائها وأشكالها، لكنها كلها تتفق في شيء واحد؛ هو اتخاذ الإرهاب نهجاً لها، وهذا هو شأن ميليشيا الحوثي الإرهابية، التي طالما مارست العنف والإرهاب ضد المدنيين والأبرياء داخل اليمن وخارجه، وتبنت الإرهاب العابر للحدود، باستهداف الدول المجاورة، وبالأخص المنشآت المدنية فيها، وتهديد حياة الآمنين وتعريضهم للخطر، في استهتار تام وعبث بالأرواح، وقد انسلخت هذه الميليشيا من أي معنى من معاني الإنسانية.
ومن انحطاط هذه الميليشيا الإرهابية ما قاموا به من استهداف مناطق ومنشآت مدنية في أبوظبي، في جريمة حرب نكراء وعمل إرهابي قذر بكل ما في الكلمة من معنى، تعكس خسة ودناءة هذه الميليشيا، وتبين نهجها الإرهابي المظلم في استهداف المدنيين، ولا يستغرب صدور مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية من تنظيم لا يعرف سوى الإرهاب والتطرف والعنف نهجاً وسلوكاً له.
لقد جن جنون الحوثيين بعد الهزائم المنكرة التي لحقت بهم على يد قوات التحالف العربي البواسل، فلم يجدوا حيلة سوى استهداف المدنيين الأبرياء بارتكاب أعمال إرهابية جبانة ضدهم لا تمت إلى الإنسانية بصلة، ضاربين بكل القوانين الإنسانية الدولية عرض الحائط، والتي تحظر الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية.
إن هذا العدوان السافر والجريمة الإرهابية الغاشمة التي استهدفت المدنيين في دولة الإمارات لتؤكد للعالم أجمع حقيقة لا تقبل الجدل عن هذه الميليشيا المجرمة، وهي أنها ليست سوى عصابة إرهابية مارقة، وورم خبيث يجب استئصاله، فقد أسقط الحوثيون عن أنفسهم ورقة التوت بهذا الهجوم الإرهابي، فأصبح إرهابهم عارياً مكشوفاً لا ينكره إلا جاحد، فأي إجرام وإرهاب أشنع من استهداف المناطق والمنشآت المدنية وقتل المدنيين؟! ولنا أن نتساءل: هل بعد هذا الهجوم وجريمة الحرب النكراء يُخدع عاقل بأن هؤلاء يصلحون كحلفاء؟! وهل يمكن أن يؤمن جانب أفعى سامة؟!! إن كل من يقف في صف هؤلاء فهو خاسر، فإنهم لن يجدوا سوى أفعى غادرة ستنفث سمومها في وجوههم، ليكونوا هم ضحيتها، في وقت لا ينفع فيه الندم.
إن عبث الحوثيين في المنطقة هو في حقيقته تهديد للسلام الإقليمي والعالمي، وهذه الجريمة ليست بأول جرائمهم، وعلى دول العالم كافة إدراك ذلك جيداً، والتعامل مع هذه العصابة المارقة كميليشيا إرهابية ليس لها أدنى شرعية، ولا تستحق ذلك من قريب أو بعيد، والجريمة الإرهابية الأخيرة من استهداف مناطق ومنشآت مدنية في أبوظبي خير دليل وبرهان على ذلك، ولذلك فإن من واجب المجتمع الدولي بكافة دوله ومنظماته وهيئاته أن يقف صفاً واحداً في إدانة هذا الهجوم الإرهابي الغاشم، والتصدي بعزم وحزم لهذه العصابة الإرهابية المارقة التي لا تعرف سوى الإرهاب والعنف واستهداف المدنيين والأبرياء، وقد أصبح السجل الإرهابي لهذه الميليشيا الإرهابية متخماً بالجرائم، ملطخاً بدماء الأبرياء في داخل اليمن وخارجه.
لقد تواصلت الإدانات العربية والعالمية ضد الجريمة الحوثية الإرهابية التي استهدفت دولة الإمارات، فقد أدانتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وأدانها الأمين العام للأمم المتحدة، وأدانتها الدول العربية والصديقة، وكذلك أدانها العقلاء في كل مكان، لتكون هذه الجريمة النكراء حبل المشنقة الذي تلفه عصابة الحوثي على عنقها.
إن هذا العدوان الإرهابي الغاشم لن يمر بسلام، ودولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على هذه الهجمات الإرهابية كما أعلنت وزارة الخارجية، وإن من جنون عصابة الحوثي أنها تصر باستمرار على أن تخرب بيوتها بأيديها، وتزنّ على خراب عشّها، كما هو شأن التنظيمات الإرهابية في كل مكان، والتي تتسم مواقفها بالتهور والطيش وقلة العقل، مما يجعلها في مرمى العقلاء جميعاً في مختلف أصقاع الأرض.
إن دولة الإمارات كالجبل الأشم والصرح المتلألئ الشامخ لا يؤثر فيه نطح الحوثيين الخراف، ولا تضر ميليشيا الحوثي إلا أنفسها بجرائمها النكراء، وستبقى دولة الإمارات غصة في حلوق الإرهابيين ومنارة للازدهار والسلام، وستبقى رايتها خفاقة في سماء المجد والعز وإن رغمت أنوف الأعادي.