حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على إطلاق مبادرات وحلول استباقية ومبتكرة، قائمة على الابتكار والبحوث واستشراف المستقبل، ودراسة التحديات والتوجهات المستقبلية، لتعزيز مستويات المرونة والجاهزية في القطاعات المستقبلية، لا سيما تلك المرتبطة بحياة الإنسان، وضمان مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة لأجيالنا القادمة، حيث أثمرت توجهات القيادة الرشيدة لتحويل التحديات إلى فرص عن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لمسيرة التعافي في المنطقة عقب تداعيات جائحة (كوفيد- 19)، والمساهمة الفعالة في دعم الجهود العالمية لمواجهة التحديات البيئية مثل التغير المناخي والاحتباس الحراري، وتحقيق التعافي المستدام وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.

وتقوم دولة الإمارات بدورٍ ريادي في صناعة وبناء المستقبل، وتتصدّر السباق في ترسيخ نموذج تنموي مستقبلي. وتسعى الدولة إلى تعزيز أواصر التعاون الدولي والشراكات العالمية، لاستكشاف وترسيخ فرص النمو والازدهار، واستثمار العقول لما فيه خير البشرية جمعاء، لتصبح عاصمة عالمية للابتكار وصناعة المستقبل المستدام، وذلك ضمن إطار مسيرة الاستعداد للخمسين عاماً القادمة، تحقيقاً لأهداف مئوية الإمارات 2071 لجعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم، كما يؤكد المبدأ السابع من مبادئ الخمسين - الهدف الاستراتيجي الرامي لجعل دولة الإمارات عاصمة عالمية للمستقبل، كما جاء هذا القرار التاريخي ليستكمل الجهود الدولية والمبادرات الاستراتيجية لدولة الإمارات كرائد عالمي في مجال استشراف المستقبل وصنعه عبر الاستجابة للاقتراح الرسمي الذي تقدمت به دولة الإمارات إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في عام 2021، لاعتماد الثاني من ديسمبر من كل عام يوماً عالمياً للمستقبل.

وتحتضن إمارة دبي العديد من الصروح الوطنية التي ترسخ الريادة الإماراتية في استشراف وصنع المستقبل. وتعتبر "مدينة إكسبو دبي"، الوجهة الجديدة في إمارة دبي على خارطة الوجهات المثالية للإقامة والأعمال والتعليم وموطن الابتكار حول العالم. وتمثل المدينة موطناً جديداً وعالمياً للإبداع، ونموذجاً لمدن المستقبل الصديقة للبيئة والمدعومة بالتكنولوجيا، انسجاماً مع خطة دبي الحضرية 2040، الهادفة إلى تحقيق تنمية عمرانية مستدامة في دبي يكون محورها الإنسان وهدفها الارتقاء بجودة الحياة وتعزيز التنافسية العالمية للإمارة، وتسهم في توفير خيارات متعددة للمواطنين والمقيمين والزوار خلال العشرين عاماً المقبلة.

وتمتلك دبي كذلك متحف المستقبل الذي يعد صرحاً علمياً ومعرفياً يعمل على مأسسة عملية الاستشراف عبر توفير منصة هي الأولى من نوعها عالمياً لصُنّاع المستقبل ومستشرفيه، وبالشراكة مع أبرز الجهات العلمية والأكاديمية في العالم.

لقد وفرت الثورة الصناعية الرابعة فرصا وأدوات وتقنيات متطورة ندير بها بيئتنا اليوم، وتبنت برامج ومشاريع الهيئة هذه التقنيات لدعم خططها وتحسين خدماتها مدعومة بالذكاء الاصطناعي والروبوتات وأحدث التقنيات الإحلالية للثورة الصناعية الرابعة من أجل توفير خدمات متطورة وفق أعلى معايير الجودة والكفاءة والاستدامة.

ويعكف مركز البيانات للحلول المتكاملة (مورو) إحدى الشركات التابعة لـ مجموعة "ديوا الرقمية"، الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي، على تطوير وتوفير خدمات رقمية متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي التي من شأنها تعزيز القدرات البشرية ومهاراتها وتقديم خدمات متميزة للمتعاملين بطريقة أسرع وأكثر كفاءة.

كما أسهم برنامج الهيئة للفضاء (سبيس دي) الذي أطلقه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في يناير 2021، في دعم وتحسين خطط وخدمات الهيئة وعملياتها. وسوف يسهم هذا التوجه المستقبلي في ترسيخ ثقافة المعرفة المتقدمة والابتكار كدافع أساسي يقود مسارات التنمية المستدامة في الدولة.

كما يُعد مركز الابتكار التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي في مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، منصة عالمية لابتكارات الطاقة المتجددة والنظيفة. وتم تجهيز المركز بأحدث التقنيات المتطورة للطاقة المتجددة والنظيفة لتعزيز مستوى الوعي المجتمعي حول الطاقة المتجددة والمستدامة وصقل القدرات الوطنية وتعزيز تنافسية الأعمال. بالإضافة الى تطوير قطاع البحوث والتطوير بالدولة ورفده بالكفاءات الوطنية المؤَهَلة ودعم المجتمع العلمي في الدولة والعالم من خلال نشر المعارف وتطوير مواهب الباحثين الإماراتيين وقدراتهم.

وإلى جانب تشييد الصروح العلمية والبحثية الرائدة عالمياً، تعتبر القيادة الحكيمة الإنسان ركيزةً أساسيةً لإحداث أثر مستدام، وتحرص على الاستثمار في قدرته على الإبداع والابتكار وصَهْر كل ذلك في بوتقةٍ واحدة تصُب في مسيرة صناعة المستقبل في إمارة دبي ودولة الإمارات.

ونفخر في دولة الإمارات وإمارة دبي بالمراكز والبرامج والمبادرات التي تنطلق نحو العالمية من هذه الأرض المِعطَاءة دائمة السعي نحو المجد والعلياء بفضل قيادتنا الرشيدة، ونعتز بنخبة المواهب والمفكرين والعقول التي تحتضنها الدولة لتساهم في تشكيل ملامح المرحلة المقبلة من الحضارة الإنسانية، وبناء المستقبل الأفضل للمجتمعات البشرية.