احتفى العالم بـ «اليوم الدولي للشباب» الذي يوافق 12 أغسطس من كل عام، وهي مناسبة مهمة لتركيز اهتمام المجتمع الدولي على قضايا الشباب والاحتفاء بإمكانياتهم بوصفهم شركاء فاعلين في المجتمع وقادة المستقبل الذين ينبغي الاستثمار في تعزيز قدراتهم ومهاراتهم لقيادة مسيرة التنمية المستدامة في دولهم.
وتحظى هذه المناسبة بأهمية خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أولت قيادتها الرشيدة الشباب اهتماماً كبيراً عبر الاستثمار في بناء طاقاتهم ومواهبهم وتشجيع مشاركتهم في مختلف مجالات العمل الوطني، ووضع السياسات والبرامج وإنشاء المؤسسات التي تساعد في تمكينهم وتعزيز دورهم في مسيرة التنمية والتحديث والبناء.
فعلى مستوى السياسات والاستراتيجيات قامت حكومتنا الرشيدة بإطلاق الأجندة الوطنية للشباب في أكتوبر 2016 بهدف خلق «جيل من الشباب المنتج يتمتع بروح المبادرة والريادة ويجسدون القيم الإماراتية»، كما عملت على صياغة «الاستراتيجية الوطنية للشباب»، التي تستند إلى خمسة محاور رئيسية تشمل: التعليم، والعمل، والصحة، والأسرة، والعمل الوطني.
وعلى المستوى المؤسسي، اعتمد مجلس الوزراء في فبراير 2016 إنشاء مجلس شباب الإمارات ليعمل «كجهة استشارية للحكومة في الموضوعات التي تخص الشباب»، وفي عام 2018 اعتمد المجلس قرار إنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب، كمؤسسة حكومية اتحادية تهدف إلى إشراك الشباب في مختلف قطاعات المجتمع وصقل وإطلاق طاقات وقدرات وإبداعات وأفكار الشباب وتبني مواهبهم، إلى جانب الإشراف على عمل مجالس الشباب، ومراكز الشباب، ومختلف المبادرات والبرامج المعنية بالشباب.
وقد أطلقت المؤسسة استراتيجية خاصة بها للفترة 2025-2020 تسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية؛ هي: بناء الشخصـية، وتطوير البيئة الحاضنة، وتعزيز المشاركة. كما قامت الدولة باستحداث منصب وزير دولة للشباب، وتم تعيين معالي شما بنت سهيل المزروعي، وهي في عمر 22 لتكون أصغر وزيرة في العالم، في خطوة تعكس ثقة القيادة الرشيدة في قدرات الشباب وإيمانها المطلق بهم.
وعلى مستوى بناء القدرات والطاقات، فقد تعددت البرامج والمبادرات التي أطلقتها الحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة لتعزيز قدرات الشباب ومهاراتهم، بما في ذلك البرامج التدريبية والتأهيلية المقدمة لهم، والارتقاء بالمناهج التعليمية الموجهة له، وفتح المجال أمام إشراكهم في مختلف مجالات العمل الوطني، بما في ذلك المشروعات المستقبلية الطموحة للدولة، كمسبار الأمل وبرنامج الإمارات للطاقة النووية السلمية والتي حظيت بمشاركة شبابية فاعلة في إنجازها.
لكن الدعم الأهم للشباب الإماراتي يبقى في إيمان القيادة الرشيدة بقدراتهم ومواهبهم، وحرصها على تمكينهم وإشراكهم باعتبارهم قادة المستقبل، والتواصل المباشر معهم، كما يحدث باستمرار في مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، والذي يشكل منصة لالتقاء القيادة الرشيدة بالشباب، وحلقة وصل بينهم وبين القيادات الملهمة بدولة الإمارات من أجل رسم معالم مستقبل أفضل للدولة، والخلوة الشبابية التي حضرها صاحب السمو الشـيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لمدة يومين في سبتمبر 2016 للحوار مع الشباب والمسؤولين والنقاش حول قضايا الشباب وكيفية تمكينهم في الدولة، حيث صرح سموه وقتها قائلاً: «أغلبية شعبنا هم من فئة الشباب، والاهتمام بهم اهتمام بمستقبلنا، وتنميتهم تنمية لدولتنا، نحن دولة شابة ونفخر بشبابنا».
في اليوم الدولي للشباب، ثمة رسالة واضحة من الإمارات وقيادتها الرشيدة بأن الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل، وأن تمكين الشباب هو المدخل لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، وأن الاهتمام بالشباب وبناء مهاراتهم وقدراتهم هو نهج ثابت، ويبقى في قمة أولويات القيادة الرشيدة، حفظها الله، لأنهم عماد الأوطان ومستقبلها.