مما لفت انتباهي في كتاب «عقلية الصندوق الأسود» للكاتب ماثيو سايد، تأكيده على ضرورة الوقوف على أخطائنا والتعلم منها والتأكد من عدم حدوثها في المستقبل واستبعاد حدوثها إلى الحد الأدنى.

كثير من الأشخاص الذين مروا علي في حياتي ولا أخفيكم بأنني كنت أحدهم ممن اعتبرنا أن الفشل عامل تهديد للنجاح وأنه من المفترض عدم ذكره والتحدث عنه ويجب مداراته حتى لا يؤثر في مسيرة النجاح.

بمرور الزمن بدت الصورة تتضح لي وبدت فكرة مواراة الفشل تنقشع وأكدها لي ماثيو في كتابه حيث إنه يشير إلى أهمية وضع الأخطاء والفشل على الطاولة لتشريحهما وتحليلهما من أجل تغيير الإجراءات المستقبلية المتبعة حتى لا تتكرر الأخطاء نفسها مرة بعد أخرى.

من أهم المجالات التي أشار لها الكاتب في كتابه هو مجال الطيران وهذا دليل على ما حققته هذه الاستراتيجية في تطوير صناعة الطيران وازدهاره وتحقيق سجل عالٍ للسلامة. ماذا لو أدركنا بأن الفشل ما هو إلا فرصة للبدء من جديد ولكن بطريقة مختلفة وأذكى؟

ماذا لو اتخذنا مناهج جديدة للتعامل مع الفشل وتبني أطر عمل لتقليل الأخطاء واستبعادها إلى الحد الأدنى؟