مع التقدم العمر وزيادة الخبرات والمواقف والتحديات التي تمر في حياتنا المهنية والاجتماعية سيصل الانسان إلى مرحلة من النضج والحكمة تدعى «المرحلة الملكية». وفي هذه المرحلة الهامة ستدرك أنك المسؤول تماماً عن إدارة كافة شؤون حياتك، وستدرك قيمة الحياة وجمالها وستشعر بالتغييرات التي طرأت في طريقة تفكيرك وسلوكك.
ومن أجمل ما قرات حول «المرحلة الملكية»، أن هناك عقبات وحواجز تحول بينك وبين السعادة وما عليك سوى القفز عليها وعدم التوقف عندها، فلا تعقد المقارنات وتمد نظرك إلى الآخرين وتحسد، لا ترفع الراية البيضاء وتستسلم بل ابذل جهدك وحاول، وأعلم دائماً أن الماضي قد انتهى فلا تفكر فيه كثيراً، البيئة والظروف لا تصنع السعادة وإنما تصنع في عقلك واختيارك.
يصف خبراء التنمية البشرية المرحلة الملكية بأنها مرحلة يمتلك فيها الإنسان حياته، مرحلة تتسع فيها المدارك وتبعد فيها النظرة ويتسع فيها الصدر، مرحلة تتشكل بعد جملة من الخبرات وسلسلة من التجارب وكم من المواقف يتعامل صاحبها معها بعقل واع وفكر يقظ فيتعلم منها أشياء جميلة وإن أتت متأخرة.
في المرحلة الملكية لن تهدر وقتك في البحث عن الأفضل والأروع وستكتفي حينها بالحسن والمقبول، ولن تكون الشمعة المحترقة بل ستهتم بنفسك وتدللها، كما أنك ستدرك أن السعادة والنجاح يعتمدان على تهذيب النفس وتقويمها، وأهمية اختصار الوقت والاستفادة من تجارب الحياة للعيش في هذه المرحلة الملكية.
ومن هنا اتطلع لأهمية استثمار هذه الفئات العمرية لخبراتهم العتيقة ورؤيتهم الاستباقية وقدرتهم على التقييم والتمحيص والتدقيق، ودمجهم بشكل أكبر من خلال الصالونات الثقافية والخدمات الارشادية والاستشارية، والأهم نشر هذه الثقافة المجتمعية لمختلف الأعمار لتطوير الذات واستدامة الفكر والعمل الايجابي.
واختتم بأهمية تنظيم محاضرات توعوية حول هذه المرحلة الهامة ألا وهي المرحلة الملكية واستضافة خبراء التنمية البشرية وفق برامج تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة 2030 وتعزز من منظومة الثقافة محلياً وإقليمياً.