من أهم المبادرات الاستراتيجية البناءة التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة تعزيز جاذبية مهنة التمريض من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وتتضمن هذه المبادرة تقديم منح دراسية للمواطنين من أجل تشجيعهم على الانخراط في مهنة التمريض وتأهيلهم للعمل مستقبلاً، هذا بجانب جهود الدولة في وضع الاستراتيجية الوطنية التي تحتوي على خمسة محاور استراتيجية تعنى بكل جوانب التعزيز والاستقطاب، والاستمرار في مبادرة تعزيز جاذبية مهنة التمريض، ودعم استقطاب المواهب الإماراتية للالتحاق ببرامج التمريض، بتوفير منح دراسية، بجانب توحيد الرؤى والأفكار والاقتراحات التحسينية والسياسات العملية الداعمة لتطوير منظومة الصحة في القطاعات الحكومية والخاصة في الدولة. 

حيث يؤدي الكادر التمريضي دوراً هاماً في تقديم الخدمات الصحية، الأمر الذي يتطلب أن يتم اختيارهم بناء على سياسات واستراتيجيات وأليات محددة وواضحة تنفذها لجان على درجة عالية من الكفاءة، لذا فإن مهنة التمريض شهدت تحديات وبطولات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، حيث نجحت في اجتيازها ومواجهتها بنجاح وذلك بفضل الدعم اللامحدود الذي شهدته من قبل القيادة الرشيدة في الدولة، خصوصاً خلال جائحة كورونا، وكان للطواقم التمريضية النصيب الأكبر منها.

حيث تعد هذه المهنة النقطة الأولى في جبهة خط الدفاع الأول، من أول استقبال المرضى منذ الخطوات الأولى، وتستمر في متابعتهم إلى مرحلة التعافي ومغادرة المستشفى، سواء كان المريض يحمل مرضاً معدياً خطراً، أو يعاني أي أمراض أخرى بجانب دورهم المعنوي في بث الطمأنينة والامان الصحي للمرضى.

ومن خلال متابعتي الدؤوبة وتواصلي الدائم مع نخبة من الشركات في القطاع الخاص وبالاخص الشركات المتخصصة في تقديم خدمات ورعاية كبار المواطنين، لمست مدى تطور الخدمات الصحية المقدمة لكبار المواطنين وذلك بالاعتماد على الحوكمة الطبية والجودة الشاملة والابتكار في فن وتأهيل استقطاب الطاقم التمريضي من مختلف الجنسيات.

ولابد أن نشيد ونوثق أفضل الممارسات التمريضية خلال جائحة «كوفيدـ19»، حيث شهدت هذه المهنة تضحيات ومنافسات قوية من قبل العاملين بها من مختلف الجنسيات، كانت سبباً في ارتفاع معدلات الشفاء، كما كانت من أكبر الدعائم للسياسات الحكومية في مواجهة الجائحة.

وأطمح من جمعيات النفع العام في الدولة تخصيص محور في أجندتها السنوية لتقدير الطاقم التمريضي على ما بذلوه من تضحيات لا تنسى.