قامت دولة الإمارات قبل واحد وخمسين عاماً، لتكتب اسمها في صفحات التاريخ، عبر اتحاد مبارك أشرق على يد القادة المؤسسين، الذين رفعوا راية الوحدة والتلاحم، فانضوت الإمارات السبع في جسد واحد، وأصبحت بيتاً متوحداً، بحمد الله تعالى، لتتوالى بعدها الإنجازات المشرقة في كل الميادين والمجالات، ولتنطلق قاطرة النهضة تجوب الآفاق، برؤية قيادتها وسواعد أبنائها.

وها هي دولة الإمارات تكمل مسيرتها الوطنية الناهضة في عهد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي تسلم الراية، فكان خير خلف لخير سلف، وهو القائد الفذ الحكيم، الذي تخرج في مدرسة زايد الخير، طيب الله ثراه، ونهل من معينه، واستقى من قيمه، وسار على نهجه وخطاه، ورافق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تغمده الله برحمته، في مسيرة بناء الوطن، فكان له خير سند وعضيد.

إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، هو فارس من فرسان نهضة الوطن، الذين أسهموا في بنائه ونهضته منذ عقود، وهو اليوم قائد الوطن، وربان السفينة، يقود الدولة إلى آفاق الإنجازات محلياً وعالمياً، ويعمل على تعزيز مكانتها في الساحة الدولية، وترسيخ سمعتها الطيبة، وهو ذلك الأب الرحيم، الذي يفيض على أبناء وطنه حباً ومودة، ليغدو شعب الإمارات أسعد شعوب الأرض، ويمتد اهتمامه ومحبته لكل من يعيش على تراب هذا الوطن من المقيمين والزائرين.

إن دولة الإمارات في عهد سموه تمضي لمزيد من النهضة والتطوير، بما يتحلى به سموه من رؤية وطموح، وجهود متواصلة لا تعرف الكلل والملل في تسخير الإمكانات والطاقات، لتحقيق أفضل الإنجازات والمكتسبات الريادية في شتى الميادين، وتمكين دولة الإمارات من حصد المراكز الأولى لتكون من بين أكثر الدول تنمية وازدهاراً، بما يعود خيره على أبناء هذا الوطن رخاء وفخراً واعتزازاً.

ونرى آثار هذه النهضة تتمثل في نقلات نوعية متميزة في مجالات كثيرة، سواء في مجال الطاقة النووية السلمية أو مجال الذكاء الاصطناعي أو علوم الفضاء أو مجالات الطاقة النظيفة أو الصناعات العسكرية أو مجال التعليم والجامعات المتخصصة أو المجالات الاقتصادية المتنوعة وغيرها، ما يجعل دولة الإمارات تواكب أحدث تطورات العصر، بل تتنافس فيها بكل عزم وتصميم، بما يعزز من مكانتها وقوتها إقليمياً وعالمياً، ويحقق مزيداً من الرخاء والسعادة لشعبها والمقيمين عليها.

وإذا كانت الأزمات تبرز معادن الرجال وسماتهم فقد كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، قدوة ملهمة في القيادة الحكيمة، خلال أزمة كورونا، فقد حرص سموه على راحة الناس واستقرارهم، وكانت لكلماته أبلغ التأثير في بث الطمأنينة في نفوسهم، ومن لا يتذكر كلمته الشهيرة: «لا تشلون هم»، والتي عكست حرص سموه على راحة شعبه، وتلمس همومه، وطمأنته بأن الدولة قادرة على مواجهة التحديات بكل قوة واقتدار، وما صاحب ذلك من النهج المتميز، الذي اتبعته الدولة في مواجهة الوباء، من اتخاذ التدابير الوقائية، ومواجهة تداعيات الوباء الصحية والاقتصادية وغيرها بحكمة وحنكة، وصولاً إلى مرحلة عودة الحياة الطبيعية، بحمد الله تعالى، وما كان من سموه من المتابعة الشخصية بنفسه لهذه الجهود، وعقد اللقاءات المرئية حولها مع المسؤولين لطمأنة الناس، وكلماته الإيجابية المفعمة بالأمل والطموح والعزم على تحقيق كل ما فيه راحة الناس وإسعادهم، ومن ذلك توجيهه بتوفير كل المواد من آخر الدنيا للمواطنين والمقيمين في الدولة.

أما على الساحة الإنسانية والمجال الخيري فسموه نموذج ملهم يحتذى به، وكم له من أياد كريمة بيضاء ممتدة في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في أوقات الأزمات والشدائد والمحن، وقد حققت دولة الإمارات الريادة في هذا المضمار، حتى احتلت المركز الأول كونها أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية في العالم، انطلاقاً من أن إعانة المحتاج وإغاثة الملهوف من أعظم الأعمال نبلاً وأثراً وأجراً.

إن دولة الإمارات في عهد بو خالد تحلق في آفاق الريادة والحضارة، لتكون منارة ساطعة في إنجازاتها وعطائها، الذي لا ينضب، ونقول لسموه: امض بسفينتنا أينما تسير، فنحن معك وحولك، نعاهدك على الولاء والطاعة، ونسير وفق نهجك، ورب العالمين يحفظك ويرعاك ويسدد خطاك.