تحدثنا في مقال سابق عن الإعاقة الذهنية، وهي من العاهات الشائعة في المجتمع المحلي، ونتحدث اليوم عن أخرى وهي عاهة الإبصار: حيث تصاب العينان أو إحداهما بعاهة مستديمة إما لأسباب خِلقية أو نتيجة إصابة عارضة، وأهمها:

أولاً، العمى: الناتج عن فقدان البصر خِلقةً منذ الولادة (ويسمى في العربية: الأكمَه) أو في مرحلة لاحقة من العمر لأسباب مرضية كالرمد أو التراخوما أو نتيجة إصابة، وغالباً ما تقتصر على إحدى العينين، وقد تتأثر الأخرى لاحقاً فينطفئ نورها، ويطلق على الأعمى في اللهجة المحلية: العمَي والعمىَ والمؤنث عميا، والجمع عميان للجنسين. والجفيف (كفيف) وتنطق chefeef ومن الأمثال الشعبية: الجحال (الكحل) في العمَى ضايع، رمد العين ولا عماها، عميا تحَنّي مينونة!، اعمِيت فارقت الدنيا، اصْلِيت فارقت الجماعة.

ثانياً، العَوَر: وأصلُها الفصيح (الأعور) وجمعها عُوران، والمؤنث عورا، وهو مسمى يطلق على من فقد عيناً واحدة، وفي أحيان أخرى يُطلق مسمى الأعور على الأعمى فاقد البصر تماماً. ومن الأمثال التي ورد فيها ذكر العَور: العوَر بين العميان باشا!، فَـرّة عورا والا صابت والا خابت.

ثالثاً، الحَوَل: وهو انحراف يصيب إحدى العينين فيُخل بميزان التوازي الطبيعي بينهما، وهو نوعان:

أ- أن تنحرف إحدى المقلتين نحو الأنف، ويطلق على المصاب بهذا النوع اسم الأشلَق والمؤنث شلقا.

ب- أن تنحرف إحدى المقلتين نحو الأذن، ويطلق على المصاب بهذا النوع اسم الأشوَص والمؤنث شوصا.

ومن الأمثال الشعبية الوارد فيها ذكر هذه العاهة: حظ الشلقا والبَلقا وخايبة الملتقى، (أي يكون حظهن من الزواج أفضل من الحسناوات).رابعاً، الفُص: ويطلق عليه الوضَحَة، ولونه أبيض ويتكون فوق بؤبؤ إحدى العينين غالباً فيُضعف الرؤيةَ وقد يحجبها، والبؤبؤ هو صبي العين بالعامية وإنسانها بالفصحى، ومن الأمثال الشعبية: العورا تعيِّب على أم فص!