من الفحوصات الطبية المتعلقة بمرض السكري، التي يجب أن تُجرى بشكل دوري، فحص معدل السكر التراكمي.

يقوم الفحص بإعطاء إشارة على ارتفاع السكر أو انخفاضه في الدم، خلال الأشهر الثلاثة السابقة للتحليل. إذا أردنا شرح مرض السكري ببساطة، فهو نتاج التصاق جزيئات الجلكوز مع كريات الدم الحمراء وعدم تمكن الجلوكوز من الدخول إلى خلايا الجسم لتغذيتها.

يعود سبب عدم قدرة الجلوكوز على الدخول للخلايا، إلى غياب أو نقص في هرمون الأنسولين المسؤول الرئيسي عن موازنة نسبة السكر في الدم، بالتالي كلما زاد مستوى السكر في الدم، تضررت صحة الإنسان وأجهزته المختلفة.

وعلى العكس تماماً كلما حافظ الفرد على نسبة سكر طبيعية، كان أفضل من الناحية البيولوجية. العجيب في قياس السكر التراكمي (من اسمه)، عند تقليل أو زيادة تناول السكر بشكل فوري، لا يؤثر هذا التغيير بالضرورة على معدل السكر التراكمي، وإنما المحافظة أو عدم الانتظام في تناول السكريات لفترات طويلة، هو ما يؤثر على معدل السكر التراكمي والوضع الصحي للفرد.

يذكرني دائماً مصطلح السكر التراكمي بعلاقتنا مع الآخرين. وجود رصيد كافٍ من الاحترام والتقدير والمعاملة الحسنة لا شك أنه يترك انطباعاً إيجابياً وتراكمياً لدى الأشخاص، خصوصاً في الشعور بالثقة والتقدير والاحترام المتبادل.

غالباً ما يتغافل الآخرون وقد يتغاضون عن زلاتنا المفاجأة وقلة حكمتنا وتدبيرنا في بعض المواقف، فقط لأن لدينا أرصدة تراكمية من المودة والاحترام أو الإحسان السابق معهم. بالمقابل قد تُفاجأ بانتهاء أو انفجار علاقة تُحسب بأنها وطيدة من زلة.

ليس بالضرورة بسبب حجم الخطأ المرتكب، وإنما قد يكون بسبب عدم وجود رصيد كافٍ يشفع للعلاقة بأن تستمر. ماذا لو كنا أكثر حرصاً على بناء أرصدة تراكمية إيجابية من الاحترام والتقدير مع الآخرين؟ ماذا لو قمنا بفحص أرصدتنا التراكمية مع الآخرين بشكل دوري أو بين الفينة والأخرى؟