يمثل إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2023 عاماً للاستدامة تحت شعار «اليوم للغد»، تتويجاً وترسيخاً للجهود التي بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى الخمسين عاماً الماضية في مجال تعزيز الاستدامة وحماية البيئة، وتجسيداً واضحاً لاهتمام قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، بدعم العمل المناخي والتنمية المستدامة وبأهمية تعزيز الجهود وتسريع الخطوات نحو الوصول إلى الحياد المناخي وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

والملاحظ هنا أن هذا الإعلان جاء في ختام فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، وهو حدث سنوي عالمي تنظمه الدولة منذ عام 2008، ويعد أحد أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم، ومنصة مهمة تجمع قادة دول وحكومات ونخبة من صناع القرارات وقادة الأعمال ورواد التكنولوجيا والخبراء والشباب من العالم من أجل عقد سلسلة من الحوارات البناءة التي من شأنها الإسهام في تحقيق الحياد المناخي في المستقبل وتسريع وتيرة التنمية المستدامة. وقد شهدت الدورة الحالية من هذا الأسبوع بالفعل العديد من الفعاليات والإنجازات المهمة التي تدعم الجهود العالمية في مجال الاستدامة، ومن ذلك عقد قمة الهيدروجين الأخضر التي سلطت الضوء على إمكانات الهيدروجين الأخضر ودوره في تحقيق هدف الحياد المناخي، واجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) الذي أكد أهمية مضاعفة جهود التحول نحو الطاقة المتجددة، وملتقى أبوظبي للتمويل المستدام، ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي، والقمة العالمية لطاقة المستقبل التي ناقشت العديد من القضايا المهمة كالأمن المائي والغذائي والتكيف مع المناخ، وتوزيع جائزة زايد للاستدامة على الفائزين بها، وهي الجائزة العالمية الرائدة التي أطلقتها الدولة لتكريم الحلول والمشروعات المتميزة في مجال الاستدامة. ويؤكد هذا الحدث السنوي العالمي الذي تستضيفه الإمارات منذ 15 عاماً إيمان الدولة وقيادتها الرشيدة بفكر ونهج الاستدامة وأهمية تعزيزه عالمياً.

كما يأتي هذا الإعلان مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة الحدث الأهم عالمياً في مجال العمل المناخي، وهو الدورة الثامنة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ COP28، والذي سيقام في مدينة إكسبو دبي في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر 2023، وهو الحدث الذي سيكون محور اهتمام الدولة في العام الحالي في إطار الحرص على أن تكون أعمال هذه الدورة حدثاً فارقاً في مسيرة العالم نحو التصدي لخطر التغير المناخي، كما ذكر ذلك بوضوح صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، ولذلك جاء انعقاد أسبوع أبوظبي للاستدامة تحت شعار معبر وهو «معاً لتعزيز العمل المناخي وصولاً إلى مؤتمر COP 28»، كما سيكون العمل المناخي محور فعاليات عام الاستدامة في الإمارات في العام الحالي.

ومن دون شك سيسهم «عام الاستدامة» عبر سلسلة المبادرات والفعاليات التي سيتم تنظيمها فيه وعلى مختلف المستويات، الحكومية والخاصة والأهلية، في تحقيق الأهداف المرجوة منه وعلى رأسها تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية فكر ونهج الاستدامة والحفاظ على البيئة، وإبراز الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في تعزيز العمل الجماعي الدولي لمعالجة تحديات الاستدامة ودورها في البحث عن حلول مبتكرة يستفيد منها العالم كله، وخصوصاً في مجالات الطاقة والتغير المناخي، وتسليط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني في مجال الممارسات المستدامة، والمشاركة بفاعلية في بناء مستقبل أفضل للبشرية كلها، ولذا جاء شعار «عام الاستدامة» تحت عنوان «اليوم للغد» تأكيداً على أن ما يتم إنجازه اليوم هو الذي سيرسم مسار الاستدامة في المستقبل.

إن نهج الاستدامة خيار استراتيجي لدولة الإمارات ونهج أصيل لقيادتها الرشيدة وهدف محوري في جميع توجهات الدولة في الداخل والخارج، وإعلان 2023 «عام الاستدامة» خير تأكيد على هذه الحقيقية.

 

* كاتبة إماراتية