القدرة على النجاح والمحافظة عليه سواء بين الأفراد أو في الوحدات التنظيمية أو في المؤسسات لم يعد بالعملية السهلة في ظل العالم المتغير والمتسارع. لو أخذنا المؤسسات على سبيل المثال، وجود قيادات داعمة، عمليات مرنة، أصحاب المهارات والكفاءات في المكان المناسب، بيئات محفزة، جميع ما سبق وغيره يعد من الضروريات لصناعة النجاح والمحافظة عليه في بيئات العمل.
من أبرز معيقات النجاح في بيئات العمل من وجهة نظري، التفكير بالعقلية التنافسية لا بالعقلية التكاملية.
لم يعد النجاح يعزى إلى أفراد بعينهم كما هو في النهج القديم، وإنما هو مسؤولية جماعية تظهر من خلال العمل ضمن فرق مترابطة ومتناسقة ومتكاملة، وهذا يُعزى إلى أن تعريف النجاح اليوم اختلف عن تعريف النجاح بالأمس. فالنجاح اليوم يتطلب جهداً تعاونياً وتكاملياً لاستدامته.
الوصول للنجاح لا يكفي وهو ليس الغاية، وإنما كيفية المحافظة عليه واستثماره لأطول فترة ممكنة هو الأهم. بعض الدروس المستفادة من سير الناجحين وأصحاب المشاريع الكبرى، أنه ليس من الحكمة دائماً التعامل مع الآخرين باعتبار الندية والتنافسية، وإنما من الحكمة اعتبار الآخرين جزءاً من الصورة الكبيرة للنجاح والتعامل مع الجميع بعقلية تكاملية خصوصاً بين أفراد الفريق الواحد أو بين وحدات المؤسسة الواحدة.
عندما نتكامل، نشعر ببعضنا البعض وهو شكل من أشكال التعاطف الإنساني. كلما تعاونا كأفراد وكوحدات تنظيمية، كلما تحركنا بشكل أسرع كمؤسسة في سفينة النجاح.
بلا شك تستدعي العقلية التكاملية التخلي عن بعض المصالح الشخصية من أجل تحقيق أرباح طويلة المدى للجميع ولتصب جميع المكاسب في مصلحة واحدة مشتركة لدعم الاستراتيجية الكبيرة للمؤسسة ونجاح أفرادها فرداً فرداً.
ماذا لو استثمرنا في تنمية العقليات التكاملية لاستمرارية النجاح في ظل الظروف السريعة والمتغيرة؟ ماذا لو بدلاً من أن ننشغل بإظهار الآخرين على خطأ، انشغلنا بإظهار ما هو الصواب الذي نود مشاركته مع الآخرين ومع العالم؟