تحدثنا سابقاً عن العاهات في اللهجة المحلية والأمثال الشعبية وذكرنا بعضها، وسنتطرق اليوم إلى عاهتي الصمم والبَكَم.
وتكونان متلازمتين إذا ولد الطفل أصم نظراً لعجزه عن تعلم اللغة، فيستعيض عنها بالإشارة، وقد يصاب الشخص السليم بضعف السمع في مرحلة عمرية لاحقة نتيجة مرض شديد أو إصابة في الرأس، ويطلق على الأصم في اللهجة المحلية:
الأصمخ والأصلَي ( في الفصحى الأصلَج ) والمرأة صَمخا وصَليا. أما الأبكم فيسمى الأبلم، ومؤنثه البلما. كما يسمى أيضاً البُكمة.
ومن الأمثال الشعبية المتعلقة بالصمم:صمخ النواخذة، كناية عن تجاهلهم لسخط البحارة الذين يقاسون الشدائد في رحلة الغوص على اللؤلؤ.
عمك أصمخ: أي أن الشخص الذي تحاول إقناعه يتصامم عن سماع حديثك عمداً.
ومن الأمثال الشعبية المتعلقة بالبكم: البَلما تعرف حجي ولدها، أي تفهم كلامه بغريزة الأمومة واعتيادها التعامل مع طفلها.
عاهات النطق: وهي عيوب لها أصل خِلقي وأحياناً عصبي، وأبرزها:
اللثغة: وهي تؤدي إلى عجز المصاب عن نطق بعض الحروف بشكل سليم كالراء والسين والزاي، ويطلق عليه محلياً الألغث بتقديم الغين على الثاء ومنه قول راشد الخضر ( الثاء ثرى لَلْغث إذا ثار مِحتَثّ ثاوي لسانه عاثر النثر مِرتث ).
والحبسة: ولم أجد لها اسماً سوى أن المصاب يوصف بأنه يتأتيء، مأخوذ الفعل من التأتأة، ولم أجد للشعراء ولا لضاربي الأمثال شيئاً يتعلق بها. والخنة: وهو مايسمى في الطب بالخنف، نتيجة تشوهات عديدة في أعضاء النطق.
التشوهات الجسدية: ومن أهمها:
احديداب الظهر: نتيجة تشوه خلقي أو عادة خاطئة في هيئة الجلوس، ويطلق على المصاب بها اسم الحدَب وأصلها الفصيح الأحدب وأحياناً يسمى بوحديبة من باب التندُّر، والمؤنث حدبا ( حدباء ) ومن الأمثال الشعبية: الحدَب يعرف كيف ينام ! كناية عن تكيفه مع عاهته.
والشفة الأرنبية: وهي عاهة يولد بها بعض الأطفال،ويطلق عليه محلياً الأشرم والمشروم، ويعاني المصاب من عيوب شديدة في النطق.
اقرأ أيضاً:
أسماء العاهات في اللهجة المحلية والأمثال الشعبية (1 - 4)
العاهات في اللهجة المحلية والأمثال الشعبية ( 4-2 )