لا شك أن الحظ يلعب دوراً مهماً في تشكيل مسار النجاح. اقتناص الفرص والتواجد في الزمان والمكان المناسبين يساعداننا في قطع شوط كبير للوصول إلى ما نود الوصول إليه.

في رحلة النجاح لابد من معرفة أن هناك ما يمكننا السيطرة عليه كالعادات الصغيرة على سبيل المثال، وهناك أشياء لا نستطيع السيطرة عليها كالحظ والظروف والآخرين وغيرها من الأشياء.

بغض النظر إن كنت تملك موهبة فطرية وجينات قد تجعلك متقدماً على غيرك، بناء العادات الصغيرة والإيجابية هي ما ستجعل منك في الحقيقة مميزاً وستجعل لك نصيباً في قائمة المنجزين. في بداية الأمر نحن نصنع العادات ولكن ينتهي بنا المطاف أن عاداتنا هي من تصنعنا.

يذكر جيمس كلير في كتابه (العادات الذرية)، غالباً ما تكمن تكلفة العادة الجيدة في الوقت الحاضر، أما تكلفة العادة السيئة تكون في المستقبل. ويضرب لنا الكاتب مثالاً على ذلك بأن الكسل والتلذذ بالأكل غير الصحي يكون مريحاً لحظياً ولكننا سنعاني من الأمراض المزمنة لاحقاً.

بالمقابل قد نشعر بالحرمان عند المحافظة على كميات صغيرة وصحية من الطعام وقد نشعر بالألم عند ممارسة بعض التمارين الرياضية، ولكن بلا شك سنستمتع بجسد صحي ومعافى من الأمراض المزمنة إذا أمد الله في أعمارنا. ثلاثة أشياء أساسية يجب أن نتذكرها عند صناعة العادات: الشرارة التي تخلق العادة، الروتين الذي ينشأ من العادة، والمكافأة التي تجنى من تلك العادة.

الشرارة هي السلوك الذي يحفز ويكون العادة، والروتين هو تكرار السلوك إلى أن يتحول إلى عادة، والمكافأة هي المحصلة النهائية للسلوك وما تفعله العادة بنا إيجابياً كان أم سلبياً. ماذا لو أدركنا أن تجهيز البيئة المحيطة يعد من العوامل الرئيسية لصناعة العادات؟ ماذا لو أدركنا أن العادات الصغيرة هي ما يشكل هويتنا وما نحن عليه؟ ماذا لو عرفنا المفتاح أو الشعلة لكل عادة إيجابية نود المحافظة عليها؟