إن من أعظم الهبات التي حبانا بها المولى عز وجل نعمة حرية الاختيار. بالرغم من أهمية هذه النعمة إلا أن الكثير لا يُفعّل هذه الميزة التي من الممكن أن تشعرنا بالسعادة والرضا.
غالباً ما تنبع خياراتنا من معتقداتنا ومشاعرنا وظروفنا وقت اتخاذ القرار. وقد يرجع سبب عدم تطورنا وعدم عيشنا الحياة التي نستحق نتيجة عدم اتخاذ القرار والاختيار في الوقت المناسب.
ما نعيش عليه في هذه اللحظة بالتحديد هو غالباً نتيجة قرار واختيار مسبق قمنا باتخاذه. القرارات والخيارات الصائبة تنبع من أرضية ومناخ نفسي ملائم لاتخاذ القرار.
التردد، عدم نضج المشاعر والأفكار، غياب المعلومات الكافية والمعرفة اللازمة، ضبابية الرؤية والهدف، كلها أعداء لاتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت والمكان المناسبين.
التفكير المنطقي وقابلية تطبيق ما تم اختياره في أرض الواقع من أهم ما يدعم الخيارات والقرارات الصائبة، بالإضافة إلى تحمل مسؤولية الاختيار بغض النظر عن نتائجه، خصوصاً إذا كانت النتائج غير مرضية أحياناً، فهذا لا يعني أنه اختيار فاشل (طبعاً بعد الأخذ بالأسباب) وإنما هي فرصة للبحث عن خيارات جديدة وأكثر جاذبية.
يشرح الكاتب باري شوارتز في كتابة «متناقضات الاختيار» أن وجود الكثير من الخيارات في بعض الأوقات قد يكون لها تأثير عكسي على الاختيار الصحيح بعكس ما هو متوقع، فوجود خيارات أكثر من اللازم قد يؤدي إلى شلل في عملية صنع القرار، وفي بعض الأحيان إلى حالات من الضيق والكآبة وصعوبة في الحسم. لذلك من الحكمة حصر الخيارات في عدد محدود بناء على الأولويات والهدف من اتخاذ القرار عند عملية الاختيار، ولإحداث التوازن بين ما نود الحصول عليه والرضا عما قمنا باختياره.
ماذا لو كنا أكثر تمهلاً، وتجنبنا القرارات المتسرعة والمشحونة والمبنية على العاطفة؟ ماذا لو كانت لدينا خيارات بديلة وخطط للطوارئ لتقليل توترنا، ودعمنا لنكون أكثر قوة لاتخاذ ما نظن أنه القرار الصائب في تلك اللحظة؟