تؤمن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، إيماناً عميقاً بمحورية دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة، وبنجاح شباب الإمارات في قيادة ملفات عالمية، وإدارة مؤسسات دولية، فشبابنا أوصلونا للفضاء، ورفعوا راية الإمارات عالية خفاقة في جميع المحافل الدولية، كما يثبتون يومياً أن طموحهم الذي يطاول عنان السماء، وعلمهم ومثابرتهم وشغفهم، يجعلهم أهلاً للثقة، وعلى قدر المسؤولية والآمال المعقودة عليهم، بوصفهم ثروتنا الحقيقة، وركيزة تقدمنا ورفعتنا.
وبفضل التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باتت دولة الإمارات في طليعة الدول التي تولي الشباب اهتماماً خاصاً، وتوفر لهم كافة الفرص والأدوات، للمساهمة البنّاءة في صنع مستقبل أكثر استدامة لأجيالنا القادمة، ما جعلها أنموذجاً في تمكين الشباب، وتعزيز دورهم محلياً وإقليمياً، وتعميق مساهمتهم في استنباط حلول مبتكرة، من شأنها تسريع تحول الطاقة، وتحقيق الأهداف المناخية.
وتعكس أولى فعاليات «الطريق إلى COP28»، التي نظمتها رئاسة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، ويقودها الشباب، مدى ثقة الدولة بأبناء الإمارات، وإيمانها بكفاءتهم وبطاقاتهم، وحرصها على تحفيزهم وتشجيعهم، ومد جسور التواصل بين الشباب والمهتمين بالعمل المناخي، وترسيخ مشاركتهم في الفعاليات العالمية، ومنها الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف «COP 28»، التي تستضيفها دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي في نوفمبر المقبل.
وقد أطلقت الدولة العديد من البرامج والمبادرات، لإشراك الشباب في العمل المناخي، ومنها الدورة الأولى من «برنامج مندوبي شباب الإمارات للمناخ»، والذي يهدف إلى رفع وعي الشباب بدور الإمارات في قضايا المناخ، والأخذ بآرائهم واحتياجاتهم في سياسة المناخ الدولية. ويلقي الإصدار المحدث للتقرير الثاني للمساهمات المحددة وطنياً لدولة الإمارات - بموجب اتفاق باريس للمناخ، الضوء على أهمية مشاركة الشباب والمرأة والجهات والأفراد الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، ضمن نهج تشاركي في إعداد وتطوير السياسات والبرامج لتحقيق العيش الذكي مناخياً، وذلك نحو مستقبل أكثر استدامة.
ونحمل في دولة الإمارات، وإمارة دبي، على عاتقنا، مسؤولية تأهيل جيل الشباب، وتزويدهم بمهارات ريادة الأعمال التي ستمكنهم من تحقيق آمالهم وطموحاتهم في إطار التنمية الخضراء، لدعم أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي اعتمدتها الأمم المتحدة لعام 2030، ومستهدفات اتفاق باريس للمناخ الموقع عام 2015.
وإذ تزخر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالقدرات والإمكانات لتطوير الحلول الجوهرية، التي من شأنها مساعدة العديد من الدول على الحدّ من تداعيات ظاهرة تغير المناخ، والتكيف معها، دون عرقلة مسيرة النمو، فإننا نعوّل على «COP28»، ليكون محطة مهمة لترسيخ مساهمة المنطقة في دعم العمل المناخي عالمياً، وبناء الشراكات والتعاون وتضافر جهود جميع الأطراف، لا سيما جيل الشباب، لتسريع عجلة بناء مستقبلٍ أفضل لنا وللأجيال القادمة.
وقد أطلقت رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ، لاختيار 100 شاب للمشاركة في مفاوضات المناخ، والمبادرات المشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص، لتمثيل مختلف الأصوات والأفكار في العملية متعددة الأطراف.
وتتبنى هيئة كهرباء ومياه دبي استراتيجية متكاملة لتأهيل الشباب، للمشاركة في مختلف مواقع العمل الوطني، وتمكينهم وإشراكهم في عملية البناء والتطوير واستشراف وصناعة المستقبل. ونؤمن في الهيئة بأن شباب اليوم هم قادة المستقبل، وحجر الأساس في ضمان مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال الحالية والمقبلة، ونحرص على أن يكونوا شركاء فاعلين في تحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي، لتوفير 100 % من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، وأهداف مئوية الإمارات 2071، لجعل دولة الإمارات العربية المتحدة أفضل دولة في العالم.
وتعتبر الهيئة من أكبر المؤسسات الحكومية استقطاباً للمواطنين، كما أنها من أكبر الدوائر الحكومية في دولة الإمارات، التي تحرص على توظيف وتأهيل وتطوير الكوادر المواطنة. ويبلغ عدد الموظفين المواطنين في الهيئة 3,388 مواطناً ومواطنة، في مختلف التخصصات والمستويات الإدارية، من بينهم 1889 موظفاً وموظفة يعملون في تخصصات فنية، ويشمل هذا العدد 587 مهندسةً مواطنة، الأمر الذي يدعم جهود تمكين المرأة في الدولة.
وتضم الكوادر البشرية في الهيئة 3,464 من الموظفين الشباب، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً، بنسبة 30.9 % من الموظفين. ويصل عدد الشباب المواطن من الجنسين في الهيئة إلى 2,149 شاباً وشابة، بنسبة 19.2 % من إجمالي عدد موظفي الهيئة.
ويؤدي مجلس شباب هيئة كهرباء ومياه دبي، دوراً مهماً في مد جسور التواصل مع مجالس الشباب في مختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة. ويشارك شباب الهيئة في البرامج والمبادرات الوطنية الهادفة إلى تعزيز التبنّي الفعال للحلول الاقتصادية الخضراء، التي من شأنها تحقيق أهدافنا الاقتصادية والبيئية المشتركة، وعلى رأسها الوصول إلى الحياد المناخي.
كما تولي القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، التي تقام تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وتنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي، والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والمجلس الأعلى للطاقة في دبي، أهمية بالغة للشباب، وتحرص على إشراكهم بشكلٍ فاعلٍ في المناقشات العديدة رفيعة المستوى المقامة خلال القمة، بمشاركة عدد من رؤساء الدول الحاليين، والقادة والشخصيات المؤثرة على المستوى العالمي، ونخبة من الخبراء والمختصين، وقادة الرأي في مختلف مجالات الاقتصاد الأخضر والتغير المناخي، ما يمكّنهم من بناء جسور التواصل التفاعلي وتبادل الخبرات، والاطلاع على أفضل الممارسات العالمية.
وتسهم البيئة التفاعلية للقمة في مساعدة الشباب على تكوين فهم أعمق للتحديات الحالية والمستقبلية، وتعزيز معارفهم وخبراتهم، وطرح رؤى اقتصادية مبتكرة ومستدامة، تسهم بفاعلية في صناعة المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة.
وعلى ضوء الاهتمام المتزايد الذي يشهده العمل المناخي في دولة الإمارات والعالم، نعمل في «عام الاستدامة»، على تعزيز مكانة الدولة الرائدة، وتعزيز تنافسيتها على كافة الأصعدة.
ونتطلع لأن يكون «COP28» منصة عالمية لتوطيد تفاعل الشباب الإماراتي مع شباب العالم، وإبراز الإنجازات التي حققناها في مسيرتنا لبناء الإنسان، وترسيخ الازدهار والتنمية، وضمان غدٍ أفضل للإنسان في كل مكان. وأود في الختام أن أتوجه بالشكر للكوادر الشبابية المميزة، لتفانيهم في دفع عجلة التنمية المستدامة. أنتم تمثلون استثمارنا الوطني للمستقبل. نحن فخورون بكم.