«ليس العمل الذي يعلق على الجدران هو الذي يحسب لك، ولكن العمل الذي تضعه في الأرض والذي تزرعه للأجيال القادمة»، بهذه العقلية الهادفة ذات البعد الاستراتيجي اعتمد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، آلية تنفيذ الخطط الشاملة والتنموية في بناء الدولة الوطنية وتحقيق رؤيته للتقدم والازدهار، حيث كانت لديه العديد من المبادئ والقيم التي توجهت بها جهوده، وتلخص رؤيته وطريقته في التنفيذ، والتي اعتمدت على التخطيط الاستراتيجي، وتحليل الاحتياجات، ووضع الأهداف، وتخصيص الموارد، والتعاون والتكامل، والمتابعة والتقييم، والشفافية والوضوح.

وبفضل هذه الآلية الواضحة وحكمته القيادية، استطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً في تنفيذ الخطط وتحقيق الإنجازات، إلا أنه بجانب هذه الخطوات المحورية تنطوي المهارات الفريدة التي يتمتع بها القائد المؤسس على نقاط مهمة تميز بها شخصياً، أسهمت في تحقيق ريادته وتحويل الأهداف إلى نتائج ملموسة في فترة زمنية وجيزة، نقاط تعزز أهمية التنفيذ الفعال للخطط وتحويل الأفكار إلى أفعال قابلة للقياس، وتشدد على أهمية الالتزام الواضح بالجودة والتفاني في تحقيق النتائج المرجوة، كما يوضح، طيب الله ثراه، بالقول: «التنمية لا تتأتى بالكلام والوعود، بل تتحقق بالعمل والتنفيذ الفعلي».

فمن بين هذه المهارات التي أنعشت التميز في تحقيق الأهداف بمستوى عالٍ من الاحترافية، نجد اهتمام الشيخ زايد بإقران الاستمرارية والالتزام في تنفيذ الخطط مع تحقيق التقدم المستدام، كما يتبين من ممارسته: «نحن نعلم أن التنمية تحتاج إلى الوقت والجهود المستمرة، ولكننا ملتزمون بتحقيقها».

كما أولى تركيزاً كبيراً على تحقيق الشراكة الفعالة بين جميع الفئات والجهات المعنية لتحقيق الأهداف المشتركة، كما يشير لذلك بالقول: «لا يمكن لأي خطة أن تكون ناجحة بدون تشارك وتعاون الجميع». ويضيف: «التعاون هو القوة الحقيقية للبشر. عندما نعمل معاً ونتشارك الرؤى والجهود، نستطيع تحقيق ما يبدو مستحيلاً».

ومن منظور آخر كان الشيخ زايد يُروج لفكرة أن فريق تنفيذ الخطط، بغض النظر عن شهاداتهم وخبراتهم، ينبغي أن يتم تعزيزهم بالمهارات الجديدة المطلوبة لتحقيق الأهداف المنشودة وتدريب الأعضاء عليها بفاعلية، وذلك يضمن تحقيق إنتاجية عالية وفقاً للتطلعات والتوجهات المعتمدة، فقد كان يقول في ذلك: «التدريب المهني يمكن أن يكون مفتاحاً للتميز والتفوق، فعلى الأفراد أن يستثمروا في تطوير أنفسهم وتعلم المهارات الجديدة لتحقيق النجاح في حياتهم المهنية».

ويحرص في الوقت نفسه على أن تكون المؤسسات والمعاهد التدريبية في مستوى الحدث، كما يوجّه إلى ذلك بقوله: «يجب أن نولي اهتماماً كبيراً لتطوير قطاع التدريب المهني وتوفير برامج تعليمية عالية الجودة ومتطورة تلبي احتياجات سوق العمل».

ومن التكتيكات التي كان يعتبرها الشيخ زايد من أسس النجاح والتقدم في تنفيذ الخطط هي التكاتف والتعاون، حيث يرى أن «العمل الجماعي هو السر وراء تحقيق الإنجازات العظيمة»، حيث آمن بأنه «لا يمكن لشخص واحد أن يحقق النجاح بمفرده، إنما يحتاج إلى دعم وتعاون الآخرين؛ لذلك يجب أن نعمل معاً كفريق واحد لتحقيق الأهداف المشتركة».

نستنتج أن نجاح المؤسس في تنفيذ الخطط لبناء الدولة الوطنية لا يقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية والتنموية، بل يتعداها إلى المجالات الاجتماعية والثقافية والبيئية، واهتمامه بتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأعراق في الإمارات، وخلق بيئة ملائمة للاستثمار والتطوير، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، الأمر الذي سهل تنفيذ الخطط بسلاسة، كما كان يشرح، رحمه الله: «الرؤية والأهداف لا يمكن تحقيقها في ظل الفوضى والاضطرابات السياسية والاقتصادية؛ لذا يجب أن نعمل على توفير بيئة مستقرة ومؤاتية لتحقيق تلك الرؤى، من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والاستقرار الداخلي».