قد يختلف تعريف التنافسية باختلاف المجالات التي يتم تطبيق التنافسية فيها.
يمكننا تعريف التنافسية بأنها الاستثمار الأمثل لكل الموارد باتباع أفضل السبل والممارسات للحصول على أفضل النتائج التي يمكن قياسها عبر المؤشرات.
من التعريف السابق يمكننا إطلاق مصطلح التنافسية على الأفراد أو المؤسسات أو الدول التي تطبق التنافسية وتحصل على النتائج المرغوبة.
التنافسية ترمز إلى الإبداع، وهي أيضاً المعنى غير المباشر للابتكار؛ لأنه لا يمكننا زيادة الإنتاجية واستثمار الموارد بالشكل الأمثل وتطوير ما نقدم بشكل مستدام إلا عبر مراجعة كل الخطوات، والتفكير بطريقة لا يوجد صندوق.
التنافسية ملزمة للتخلص من التكرار والملل، ومحتّمة للتواصل مع الآخرين بوضوح، ومرغمة على اتخاذ إجراءات أكثر سلاسة وبساطة. تبسيط الإجراءات والعمليات التي نقوم بها في جميع المستويات يعد مهارة من المهم التدرب عليها لتطبيقها باستراتيجية وذكاء.
نحتاج في كثير من الأحيان لتبني مناهج جديدة، والنظر للأمور وكأننا نراها لأول مرة، لوضعها في أطر جديدة من أجل القيام بعملية التبسيط. الإجراءات والعمليات والمؤشرات البسيطة دلالة على النجاح؛ لأنها حتماً ستؤدي إلى نتائج تراكمية عظيمة.
كثرة الإجراءات وصعوبتها انعكاس على التعقيد في التفكير، ومن ثم عدم معرفة التعامل معها. بالمقابل السهولة واليسر في الإجراءات هي ما يجب أن تكون عليه الأمور. التعقيد هو الشيء غير الصحيح، وهو الابتعاد عن الصواب، وهو إرهاق لكل من يقع فيه ويفكر به. أما البساطة والتبسيط فهي الأقرب للروح وللفطرة وللمشاعر الإنسانية.
أغلب حلولنا تقع في البساطة، والكثير من مشكلاتنا تقع في التعقيد، خصوصاً بعدم قناعتنا بالبساطة وميلنا للتعقيد كصفة مكتسبة.
ماذا لو أدركنا أن التبسيط يساعدنا على إزالة ما هو غير ضروري للسماح لما هو ضروري بالظهور على السطح؟ ماذا لو أدركنا أن البساطة مُلهمة وأن تكلفتها أقل بكثير من التعقيد؟ ماذا لو أدركنا أن التعقيد هو باب مغلق في وجه التطوير والتحسين والإبداع والابتكار والتنافسية؟