ماذا لو

اخترنا الانتقام الإيجابي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتقم «سينغ هو» من أقرانه في الجامعة في إحدى أكبر حوادث إطلاق النيران عرفتها الولايات المتحدة.

حينها، لم يكن مبرر الانتقام واضحاً، وتبادرت أسئلة عدة منها: هل لأن الشاب من الأصل الكوري تشاجر مع زملائه؟ أم لأنه تعرض للتنمر ووصل لمرحلة عدم التحمل؟

وغيرها من الأسئلة الكثيرة. بغض النظر عن الأسباب، أدت الحادثة إلى مقتل الكثيرين وختمها بالإقدام على الانتحار. في مكان ووقت آخرين تعرض الشاب «رالف لفشيتز» للتنمر والسخرية من زملائه في المدرسة بسبب اسم عائلته، وبالرغم من محاولات إدارة المدرسة لمعاقبة كل من يسخر من رالف، استمرت رسائل السخرية بالوصول إلى حقيبته.

غالباً ما كان يعود رالف إلى منزله محبطاً ومكتئباً بسبب التنمر والسخرية. قرر رالف الانتقام بشكل مختلف، فبعد إنهائه المرحلة الدراسية، قرر تغير اسم عائلته إلى «لورين» تجنباً لجولة جديدة من التنمر والسخرية، وبدأ في تأسيس عمله في مجال الأزياء الذي يحمل علامته التجارية «بولو»، والتي حققت نجاحات واسعة.

يعتبر رالف لورين اليوم أحد أشهر المليارديرات في العالم. اتخذ رالف قراراً بإرسال منتجاته إلى كل الذين سخروا منه أثناء الدراسة وبرسالة تقول «ربما لا تتذكرني ولكني أتذكرك جيداً، أنت وراء نجاحي، شكراً لك، رالف لفشيتز سابقاً، رالف لورين الآن». لسنا هنا للحديث عن «سينغ هو» على وجه الخصوص، أو للتسويق لمنتجات رالف لورين.

ولكننا نستعرض أن هناك خيارات كثيرة للانتقام والمضي قدماً في الحياة وعدم التأثر بالسلبية. بالطبع الموضوع ليس سهلاً، ويتفاوت الأشخاص في قدرتهم على التحمل والتعاطي مع الأمور، ولكن هي دعوة لعدم التخلي عن أحلامنا بسبب الآخرين. في النهاية، القرار متروك لنا للمتابعة أو التوقف أو الانتقام.

ماذا لو أدركنا أن هناك احتمالات لا حصر لها للانتقام ممن يقلل من شأننا أو من شأن أحلامنا؟ ماذا لو بدأنا باحتمال إيجابي واحد وكنا أكثر انتباهاً وتفاعلاً مع بقية الاحتمالات الإيجابية المتتالية؟

Email