قام عدد من الباحثين بتجربة عرض مقطع فيديو قصير يعرض فريقين يلعبان كرة السلة، أحد الفريقين يرتدي اللون الأبيض والآخر يرتدي اللون الأسود.

يطلب الباحثون من مشاهدي التجربة حساب تمريرات الكرة بين الفريقين، وفي نهاية الفيديو يتم طرح السؤال المهم، «كم عدد التمريرات التي قام بها الفريق الأبيض؟» في الختام، يقوم الباحثون بتزويد المشاهدين بالإجابة الصحيحة.

الفكرة ليست في التمريرات، ولكن في أثنائها يعبر رجل يرتدي زي الغوريلا ويقف في منتصف الفريقين ويقوم بضرب صدره تماماً كما تفعل الغوريلا في الأدغال من ثم يتابع سيره مغادراً.

المفارقة، بأن معظم من شاهد الفيديو لم يلاحظ الغوريلا وسط الفريقين، وذلك لأن جل انتباه المشاهدين كان منصرفاً في حساب تمريرات الكرة بين الفريقين لا على التفاصيل الأخرى.

أراد الباحثون من هذه التجربة لفت انتباهنا إلى شيئين مهمين وهما أننا نغفل عن كثير من الأشياء التي تدور حولنا، وأننا غير مدركين كم نحن غافلون وغير منتبهين لغفلتنا.

الدرس المستفاد من هذه التجربة بأن أدمغتنا تقع وبشكل يومي في أوهام وخداع وقد نتخذ قرارات ليست مبنية على الحقيقة المطلقة ويهيأ لنا بأننا نرى ومدركون الحقيقة كاملة حولنا، في حين أننا قد نغفل عن كثير من المعلومات المهمة في اتخاذ القرارات بسبب عدم انتباهنا لتفاصيل أخرى، أو بسبب ما نتذكره قد يختلف عما حدث بالفعل في أحيان أخرى، أو بسبب جهلنا (بجهلنا)، أو بسبب عدم رؤيتنا للمعلومات الجديدة التي قد تظهر على السطح خصوصاً تلك التي لم نعتد على رؤيتها سابقاً.

تعتبر تجربة «الغوريلا الخفية» من التجارب المهمة في علم النفس وتدرس في كثير من الجامعات حول العالم اليوم.

ماذا لو أدركنا بأنه مهما بدت لنا الأمور واضحة، قد تغيب عن أذهاننا تفاصيل لم ننتبه لها؟ ماذا لو أدركنا بأنه من الصعب الإحاطة بجميع زوايا الحقيقة المطلقة، لأن للحقيقة عدة أوجه؟