كان للشيخ زايد رؤية استراتيجية بارعة لإدارة المخاطر، وتحقيق الاستقرار، خلال بناء الدولة الوطنية ومستقبلها. كانت لديه مجموعة واسعة من الأفكار والمبادئ، التي تعكس تفكيره المتقد في تقييم المخاطر، وتحديد احتمالية حدوثها، والتأثير المتوقع في حال وقوعها، وصف بأنه مفكر مدرك للمخاطر، ومهتم بضمان الاستعداد المناسب للتعامل معها، ووضع الخطط الاستباقية لمنع حدوثها.
اعتبر، طيب الله ثراه، التنوع الاقتصادي جوهرياً لإدارة المخاطر. استثمر في قطاعات متنوعة مثل النفط والغاز، السياحة، التعليم، الطيران والتكنولوجيا، وأسهم هذا النهج في تقليل تأثير تقلبات أسعار النفط، وتحقيق استقرار اقتصادي أكبر، وقال: «الدولة وفرت كل الإمكانات لخدمة ورعاية الشباب في مختلف القطاعات، من أجل تأمين حاضرهم ومستقبلهم».
كانت لديه رؤية استراتيجية طويلة الأمد لتطوير الشباب، ووضع خطط تنموية شاملة، تركز على التنمية المستدامة، وتوفير فرص العمل وتحسين البنية التحتية. هذا المنهج أسهم في تقليل المخاطر، وتعزيز الاستقرار. كان ينصح لمواجهة المستقبل بقوله: «ليس الحصول على الشهادة والتعيين في المناصب هو كل شيء، بل يجب أن يواصل الفرد عمله من أجل نفسه، ومن أجل أمته، ويؤدي دوره لبناء مستقبل بلده، إن الخريج لا يتسلم منصباً عالياً بمجرد تخرجه، بل يتدرج في المناصب حتى لا يغتر وحتى يتعلم».
تعاون
عمل الشيخ زايد على تعزيز التعاون الدولي، وبناء علاقات قوية مع دول العالم، من خلال تطوير شراكات استراتيجية وتعزيز التجارة والاستثمار الدولي، وتمكنت الإمارات، بفضل الله ثم باستراتيجية القائد المؤسس من تجنب بعض المخاطر الاقتصادية،والسياسية عن طريق التبادل التجاري، والتعاون المتبادل.
مسؤوليات
كان يؤمن أيضاً بأن المخاطر، التي تهدد العرب يجب معالجتها بشكل جماعي وعقلاني، وأعرب بقوة لقادة العرب قائلاً: «إن الأجيال القادمة لن ترحم، ولن تغفر للقادة العرب هذا الوضع المتردي، والتاريخ سيسجل من يتحمل مسؤولية هذا الوضع، ومن يعمل لخير أمتنا العربية، وكل دور وجهد للقادة العرب في معالجة المواقف الصعبة، التي تمر بها الأمة العربية».
تعايش
أولى الشيخ زايد أهمية كبيرة للتنوع الثقافي والاجتماعي في بناء مجتمع مستقر ومتوازن، وعمل على تعزيز التعايش السلمي، واحترام الثقافات والديانات المختلفة في الإمارات، وأدرك أن التنوع المجتمعي يعزز الاستقرار، ويقلل من مخاطر التوترات الاجتماعية والعرقية، وشدد في هذا الصدد بالقول: «نحن مسلمون، ويجب أن نتسامح بعضنا مع بعض، وأن يتغاضى الأخ عن خطأ أخيه، ونعطيه الفرصة للتسامح والغفران. إن التسامح والتراحم أمر واجب من أجل الموقف الواحد، لأن المصير واحد».
ثروة
آمن، طيب الله ثراه، بأن: «العلم هو الثروة الحقيقية، التي يجب على الأبناء أن ينهلوا منه، لأن المال لا يدوم، ولأن العلم هو أساس التقدم»، ولذا قام بالاستثمار الكبير في التعليم والتطوير البشري، وتطوير القوى العاملة. رأى أن التعليم الجيد وتأهيل الشباب يشكلان أداة قوية لمواجهة المخاطر المحتملة، وتحقيق التنمية المستدامة. أسس جامعات ومدارس عالية المستوى وبرامج تدريبية متقدمة لتطوير المهارات، وتعزيز قدرات الشباب.
حوكمة
اهتم الشيخ زايد بالحوكمة القوية، ومكافحة الفساد، وقام بتبني سياسات وإجراءات صارمة لضمان النزاهة والشفافية، وأسهم هذا النهج في إدارة المخاطر، وضمان الثقة والاستقرار في المؤسسات الحكومية.
كان للوالد المؤسس رؤية شاملة لإدارة المخاطر والحوكمة القوية. أفكاره ومبادئه أسهمت في بناء دولة قوية ومزدهرة تتمتع بالاستقرار، وتتحمل المخاطر بفعالية، فأصبحت نهجاً يمكن أن يكون قدوة لأي دولة تسعى لتحقيق التقدم والازدهار.