هل تتذكرون سلسلة أعمال «عائلة بوجسوم» التي مثلت مراحل البدايات الأولى للحركة الدرامية والفنية في تاريخ التلفزيون الكويتي، والتي قدمت حكايات ومشكلات اجتماعية لا تزال حاضرة في ذاكرة الأجيال رغم توالي السنين؟ ماذا يا ترى حل بها؟ ولماذا توقفت عن العطاء؟ وما حكاية دخولها المجال الفني؟

لقد هرم أفراد العائلة، وتوفي بعض منهم، فتشتت شملها ولم يعد بإمكانها العمل كما في الماضي فتوقفت عن العطاء، تاركة المشهد للأجيال الجديدة.

جاءت العائلة في الأصل من فرقة الجيش للتوجيه المعنوي بوزارة الدفاع الكويتية، وبعد انتقالها إلى وزارة الإعلام لتقديم بعض الأعمال الكوميدية الخفيفة ضمن برامج تلفزيون الكويت الوليد عبر التأليف الجماعي والتمثيل العفوي والاعتماد على البساطة والفكاهة لطرح ومعالجة العديد من القضايا الاجتماعية، حظيت بشهرة مدوية، ما جعلها تواصل عملها من سنة 1962 حينما قدمت عملها الأول بعنوان «خروف العيد» وحتى سنة 1987، وهو العام الذي قدمت فيه آخر أعمالها وكان بعنوان «اللي ما له أول ما له تالي» غير أن ما قد يجهله الكثيرون أن عائلة بوجسوم بدأت مشوارها الفني في سنة 1957 عبر الإذاعة الكويتية، إذ قدمت نحو 200 عمل إذاعي، وكان من بينها أعمال وطنية وسياسية بطابع كوميدي انتجت خصيصاً لإذاعتها في سنة 1961 حينما وجدت على أرض الكويت فرق من الجيوش العربية لحمايتها من تهديدات الرئيس العراقي الأسبق عبدالكريم قاسم.

وفي تصريح لأحد أفراد العائلة وهو الراحل علي صالح القطان الذي أدى شخصية «جسوم» ابن العائلة العاقل الرصين الذي يساعد والده على تحمل مغامرات أخيه الأصغر رويشد الذي جسد دوره الفنان الراحل موسى الهزيم، قال: «كنا نهدف إلى إضحاك الناس وتسليتهم ولا ننظر إلى المردود المادي. لقد كان هدفنا دائماً معالجة العديد من السلبيات من منظور اجتماعي رصين، ومحبب إلى الجمهور العزيز. سعادتنا لا توصف حينما اتسعت شهرة العائلة ووصلت إلى الكثير من دول الخليج العربية»، طبقاً لما قاله لصحيفة الرأي (2 / 5 /2011). والجدير بالذكر أن القطان ظهر في مسلسل «درب الزلق» الخالد متقمصاً دور المحامي طلق اللسان والضليع في القانون «هديب بن ديرة» الذي يترافع عن حسين بن عاقول أمام المحكمة، كما شارك عبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله في أوبريت «بعد العسل» في سنة 1989.

ولعل سر ثبات العائلة سنوات طويلة في عملها تكاتفها وتضامنها فحينما توفي رويشد (موسى الهزيم) نعاه زميله القطان فوصفه بالموهوب الذي كان، رغم أميته، يؤلف الحلقات و«يطلع طلعات مو على البال، ويذكرنا بمشاهدنا لو نسينا الحوار»، مضيفاً: كنا على قلب واحد واستمررنا على هذه الطريقة، الكل يساعد الثاني ويتمنى للآخر الخير والنجاح، وأحببنا الجمهور وهم أحبونا ولذا كان من الطبيعي أن يتأثر البنيان بغياب أحد أعمدته، ثم لحاق الآخرين به تباعاً.

والجدير بالذكر أن من أدى دور بوجسوم الفنان حسين سليمان القطان المولود في سنة 1926 بحي الوسط من العاصمة والذي بدأ التمثيل في صغره في مسرح مدرسة النجاح لمحو الأمية أما دور أم جسوم فقد أداه الفنان عبدالوهاب الدوسري المولود في 1944 والمتوفى في سنة 2012. وفي حواره مع صحيفة القبس (12 /5 /2017) ذكر بوجسوم ما مفاده أنه وصحبه تلقوا الدعم والتشجيع من المرحوم حمد عيسى الرجيب (رائد الحركة المسرحية والرعايا الاجتماعية في الكويت) ومن الشيخ مبارك العبدالله الجابر الصباح رئيس أركان الجيش الكويتي، ومن محمد السنعوسي (مدير تلفزيون الكويت آنذاك)، كما أخبرنا أنهم طلبوا حياة الفهد، التي كانت وقتها تعمل ممرضة في الصحة المدرسية، كي تكون من ضمن عائلة بوجسوم فوافق والدها.