ابتكار حلول جديدة وخلق واقع جديد يتطلبان عقلية جديدة غير التي أوجدتها. هذا تماماً ما أكده اينشتاين في مقولته الشهيرة إن الجنون تكرار الشيء نفسه وتوقع نتائج مختلفة.
بغض النظر عن طبيعة العوائق التي نمر بها في حياتنا، التركيز على ما نود أن تكون عليه الأمور (الحل)، أهم من التركيز على كيف الأمور الآن (المشكلة).
قد يبدو لبعضهم أنه لا فرق بينهما، ولكن في الحقيقة هناك فرق شاسع بين الاثنين.
التفكير في المشكلة يعني البقاء داخل الصندوق، أما التفكير في الحل يعني الانطلاق إلى الفضاء وإيجاد بدائل مختلفة.
أهم المراحل التي نحتاجها لصناعة واقع جديد أفضل نسعى إليه، أولاً عن طريق إطلاق العنان بالتفكير في الواقع الجديد، فيبدأ العقل بطريقة لا واعية بالبحث عن حلول قد تبدو غير منطقية في بعض الأحيان، ولكنها قد تؤتي بالنتائج إذا ما تمت دراستها من جميع الجوانب، وكنا شجعاناً بما فيه الكفاية لتجربة شيء جديد لم نعتده من قبل.
ثانياً تغير البيئة أو صناعة بيئة محفزة للواقع الجديد، على سبيل المثال لا يمكننا الحصول على وزن مثالي ما دمنا نحيط أنفسنا بالأغذية غير الصحية نفسها التي اعتدناها، وقس على هذا باقي الأمور.
ثالثاً وهو الأهم موافقة الفكرة للشعور.
أحد الكتب المثيرة التي وجدتها تناقش هذا الجانب وفكرة التشافي من بعض الأمراض المستعصية كتاب «أنت الدواء الوهمي» لكاتبه جو ديسبنزا فيعرض بالأدلة العلمية عن أشخاص تشافوا بتناولهم البلاسيبو (حبة الدواء الوهمية) وسمحوا بإعادة برمجة خلاياهم عبر ما يسمى epigenetics (علم التخلق) لمجرد إيمانهم بفكرة التشافي وسمحوا بمواءمة فكرتهم للشعور واستبدالها بالفكرة التي أدت إلى المرض.
ماذا لو كنا أكثر قدرة على الإيمان بمستقبل إيجابي لم يحدث بعد؟ ماذا لو كنا أكثر قدرة على مناغمة أفكارنا ومشاعرنا لخلق واقع جديد وأفضل من الذي نعيشه الآن؟
wkalnakhi@gmail.com
Twitter: @wafaalnakhi