كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، زعيماً رئيساً، له رؤية طموحة ومستدامة، لتحقيق التحسين في دولته وإسعاد شعبه، منهجيته ركزت على التنمية الشاملة، وتعزيز التعليم والصحة والبنية التحتية والخدمات العامة، كما ركز على الاستدامة الاقتصادية، من خلال تنويع مصادر الدخل، ووضع خطط استراتيجية للاستثمار في القطاعات الاقتصادية. 
أدرك أهمية الاحتفاظ بالبيئة والموارد الطبيعية، والحفاظ على التراث والثقافة الإماراتية التقليدية، ونقل هذه القيم للأجيال القادمة، وعمل على الحفاظ عليها، ومن أجل تحقيق ذلك سخر مفهوماً متميزاً، يطبق لتحسين الجودة، والارتقاء بالأداء العام للمؤسسات والمنظمات والدول، يتمحور حول التخطيط لخطط محكمة وقيادة الإنجازات مع استمرارية التقييم، وتحديد فرص التحسين ثم التوثيق. إرثه الطيب وجه الدولة نحو الاستمرار في تحقيق التقدم والازدهار.

قام القائد المؤسس بوضع الخطط الواضحة، والهدف النهائي للتطوير والتنمية في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والتعليم والصحة والبنية التحتية وغيرها، والتخطيط لهذه الخطط كان مبنياً على تحليل عقلاني وموضوعي، كما نستخلص ذلك من قوله: «علينا الآن أن نخطط في ضوء التقدم،الذي تشهده البلاد في الأعوام المقبلة، وفي ضوء كل العوامل المحيطة، وفي مقدمتها الزيادة السكانية»، وقوله: «إننا نرغب في تعويض ما فاتنا من تخلف، والمضي في تنفيذ خطة التنمية، التي بدأناها منذ سنوات».
كان الشيخ زايد يتابع شخصياً تنفيذ الخطط والمشاريع المهمة، فكان يشجع على العمل الجاد والتحصيل والتنفيذ الفعال لتحقيق الأهداف المحددة، بالموازاة مع استمرارية تحليل الأوضاع، وتحديد أفضل الأساليب والبدائل للتنفيذ حسب مجرى المتغيرات، قائلاً: «لقد تحملت المسؤولية بأمانة وإخلاص طوال السنوات الخمس الماضية، وكان واجباً على من كان في موقعي أن يتبين معالم الطريق، فيتحسس مواطن الضعف والقوة».

بعد تنفيذ الأعمال كان، طيب الله ثراه، يهتم بجمع البيانات والمعلومات ذات الصلة لقياس مدى تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة، ويقوم بتقييم أداء المشاريع والبرامج، ومدى ملاءمتها للأهداف الاستراتيجية. وفي المثال التالي وضح لنا كيف يتم تشخيص الأمور قائلاً: «إن نظرة للواقع الذي كنا فيه قبل قيام الاتحاد تتطلب تقييم الأمور على أساس كيف كنا وكيف أصبحنا، وهو ما يشهد به الجميع في الداخل والخارج. علينا أن ننظر كيف كان الحال قبل انطلاقة مسيرة الخير على هذه الأرض، وكيف بدأت، وإلى أي مدى أنجزت وحققت لأبناء هذا الوطن».
اعتمد على تحسين العمليات والبرامج بناء على نتائج التقييم، واتخذ الإجراءات اللازمة لتطوير الأداء وغلق فرص التحسين، والتأكد من تحقيق الجودة والاستدامة في التطوير. وبناء على الدروس المستفادة من الماضي يوجه المستقبل، كما نلمس من قوله: «إن الإنسان الذي لا يعرف ماضيه وكيف عاش وتعب أهله، لا يعرف الطريق إلى حاضره، أما إذا عرف ماضيه فإنه يستطيع أن يسلك الطريق والاتجاه السليم».

طالب، طيب الله ثراه، بتوثيق الإنجازات لتركها سنداً وعوناً للأجيال اللاحقة، كما ترك الأجداد للجيل الحاضر أعمالهم، للاستفادة من المناسب منها، وهذا يعبر عنه، رحمة الله، عليه بشكل واضح: «يجب على كل واحد منا أن يعرف ويتساءل عن ماضيه كيف عاش آباؤه وأسلافه السابقون حتى يعرف كيف يعيش، ويتماشى مع ظروف الزمن على مرور السنوات، وظروف الحياة الحاضرة».
بفضل منهجيته المتميزة والمتتالية الخطوات نجح الشيخ زايد في تحقيق استدامة التقدم في مختلف مجالات الدولة، وضمان تقييم الأعمال بشكل منهجي ومنظم. إن إرثه الغالي يجب أن نحافظ عليه، ونمشي على خطاه، لننفع به كل من هو بحاجة إليه أي كان في بقاع العالم، فهو مصدر إلهام دائم ودروس قيمة، يمكن أن يستفاد منها لبناء مستقبل أفضل، وأكثر استدامة للجميع، فنحن نحمل رسالة نبيلة، لنواصل تحقيق التقدم والازدهار، ونكون قدوة إيجابية، يحتذى بها على مستوى العالم.