في عالم مليء بالتحديات والتغييرات السريعة، تبقى القيم والرؤى الاستراتيجية هي المرشد لبناء مستقبل واعد ومستدام. توجه الجهود نحو تحقيق التطلعات، وتحمي الثروات والموارد لضمان توفير بيئة مستدامة. وبتحليل السرد الاستراتيجي المتميز للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نجده ركز على الأجيال القادمة بوصفها محوراً أساسياً في مسيرة تطوير البلاد وتعزيز مكانتها في العالم، فمنذ البداية، أكد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أهمية قراءة المستقبل، من خلال الاهتمام بالتعليم وتوجيه الشباب نحو الارتقاء بمستوى المعرفة والمهارات، كما يعبر عن ذلك بكلماته: «علينا أن نعمل للتاريخ وللأجيال القادمة حتى نرضي الله ورسوله ونرضي ضمائرنا». 

وأيضاً نلاحظ تركيزه على ترسيخ فكرة الاستدامة المادية، من خلال الحفاظ على موارد البلاد ومال الشعب، حيث قال: «يجب الحفاظ على مال الشعب من أجل الأجيال القادمة ومستقبلها ونهضتها». هذا التركيز على الاستدامة وتأمين مستقبل مزدهر يعكس تفانيه في خدمة الجيل الصاعد وجهوده الفائقة نحو تحقيق الرفاهية الدائمة. هذا التوجه من القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لا ينحصر على المستوى الدولة الوطنية، بل يتوسع خارج حدودها الجغرافية، فمثلاً من خلال السعي لتوحيد الأمة العربية، أكد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أهمية بناء العلاقات العربية على أسس سليمة، ونبذ التفرقة، والاهتمام برأي الأجيال القادمة، حيث قال: «ليس أمام الأمة العربية إلا طريق واحد إلى المجد، وهو طريق نبذ الفرقة وبناء العلاقات العربية على أسس سليمة في إطار ميثاق جامعة الدول العربية، لأن الأجيال القادمة لن ترحم ولن تغفر للقادة العرب هذا الوضع المتردي، والتاريخ سيسجل من يتحمل مسؤولية هذا الوضع ومن يعمل لخير أمتنا العربية».

رؤية 

هكذا كان الشعور بالوحدة والتضامن، الذي مثل حجر الزاوية في رؤية الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لمستقبل قوي ومزدهر. 

ولم يكتفِ الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بتركيزه فقط على الأمور السياسية والاقتصادية، بل اهتم ببناء مجتمع متكامل يُعنى بتمكين المرأة وإشراكها في مختلف المجالات، حيث قال: «نحمد الله أن دور المرأة في المجتمع بدأ يبرز ويتحقق لما فيه خير أجيالنا الحالية والقادمة»، هذه العبارة تعكس رؤيته للمستقبل المشرق، الذي يشمل توازناً متناسقاً وتنوعاً اجتماعياً، وكذلك نجد اهتمامه بالثقافة والتراث كما في قوله: «من الضروري الاهتمام بتراثنا القديم، حتى يعرف أبناء هذا الجيل والأجيال القادمة كيف قام الآباء والأجداد بأداء دورهم»، فبهذه العبارة أكد ضرورة تحفيز الشباب على فهم تاريخهم وتراثهم وتخليده لأحفادهم، ما يمكنهم من مواجهة التحديات بثقة في أي وقت ومكان.

تخطيط 

لم يكن القائد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مقتصراً على الإشادة بالأجيال اللاحقة فقط، بل الاستعداد لتقييم الأداء والمسؤولية والمحاسبة أمامهم، فنجد من نصائحه القيمة التي تعكس رؤيته لتحقيق التطور المستدام من خلال الاستفادة من الأخطاء والتجارب قوله: «علينا أن نحاسب أنفسنا على كل صغيرة وكبيرة؛ لأن الأجيال القادمة ستحاسبنا، والتاريخ سيحاسبنا، ويشكر من يستحق الشكر، ويستنكر كل ما يجب استنكاره». 

أكد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أهمية التخطيط لمستقبل الأجيال اللاحقة وضمان التطوير المستمر أمامهم، حيث قال: «علينا الآن أن نخطط في ضوء التقدم الذي تشهده البلاد في الأعوام القادمة»، وهذه الرؤية الاستراتيجية تعكس تطلعاته لتحقيق تقدم متسارع في مختلف المجالات، فباعتباره رمزاً للقيم والتطلعات، قاد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، جهوده نحو توجيه الأجيال اللاحقة نحو تحقيق مستقبل مشرق وتطوير البنية التحتية وتعزيز الوجود الوطني لبناء مجتمع مستدام من خلال قوله: «إن حركة البناء والتعمير مستمرة في أنحاء البلاد». 

وبصياغة خريطة المستقبل وتمكين الأجيال القادمة، لا يزال إرث الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يشكل مصدر إلهام وتوجيه للإمارات وللعالم بأسره، ونلمس ذلك من قوله: «نحن نأمل أن يتوج الله جهودنا في هذا السبيل بالنجاح»، وهنا يتجلى الأمل والثقة في قدرة الأجيال القادمة على بناء مستقبل أفضل.