يمكن القول إن الفأل الحسن كان رفيقاً للهند وهي تحضر قمة «بريكس» في جنوب أفريقيا 22 أغسطس الماضي، وأنه لم يكن كذلك مع روسيا، وهي في طريقها لحضور القمة نفسها.

كان الفأل الحسن رفيقاً للهند في القمة، لأن ناريندا مودي، رئيس الوزراء الهندي، ما كاد يستقر على منصة القمة في جوهانسبرغ، حتى جاءه نبأ وصول المركبة الهندية الفضائية إلى القمر للمرة الأولى، وكان من الطبيعي أن يتلقى التهاني على ذلك، وأن يقول في المقابل إن ما قامت به المركبة سيكون في خدمة الإنسانية في كل مكان.

ولكن الروس كان لهم شأن آخر في الموضوع، لأنهم أرسلوا المركبة الفضائية «لونا 25» إلى القمر أيضاً، وكان من المقرر أن تصل في 21 من أغسطس وأن تبقى هناك سنة كاملة.

ولكن سوء الحظ حالفها فاصطدمت بالقمر في يوم هبوطها عليه، وتحطمت تماماً، وأعلن الكرملين نبأ تحطمها بالكثير من الحزن والأسى.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ حاضراً في قمة بريكس إلى جوار رئيس الوزراء الهندي، ولا بد أن نبأ وصول المركبة الهندية لم يسعده كثيراً هو الآخر، حتى وإن لم يعبر عن ذلك صراحةً، فما بين بكين ونيودلهي من تنافس سياسي ليس خافياً على أحد، وما بينهما من توترات حدودية أمر معلن، ولا تزال الهند في مجموعة بريكس على سبيل المثال أقرب إلى الولايات المتحدة منها إلى الصين.

وفي أبريل من هذه السنة كانت الهند تجاوزت الصين في عدد السكان، وصارت الدولة الأعلى سكاناً في العالم، وهذا ما لا بد أنه لم يسعد الصينيين، لأنهم عاشوا سنوات طويلة يحتكرون هذه المرتبة، حتى جاءت الهند لتحصل عليها وتصبح متقدمة على الصين.

وليس من المستبعد أن تفكر الهند منذ الآن، في أن تقطع خطوات أوسع في مجال الاقتصاد، لتلحق بالصين التي تمثل الاقتصاد الثاني بعد الولايات المتحدة.

فتعداد السكان في الهند لن يظل مجرد زيادة في الرقم، لأنه ليس هناك ما يمنع من أن يتكلم الرقم لغة الاقتصاد في مرحلة تالية، خصوصاً وأن الهند متقدمة بالفعل في ملف التكنولوجيا، الذي يخدم الاقتصاد في كل الأحوال.

الاقتصاد الهندي هو الخامس في اللحظة الحالية، وهو لم يكن كذلك إلى شهور قليلة ماضية، ما يعني أنه يشبه البورصة التي تتحرك على الدوام ولا تظل ثابتة على حالة واحدة.

ففي أول هذه السنة كانت الهند تمثل سادس اقتصاد على مستوى العالم، فتقدم خطوة ليزيح الاقتصاد البريطاني من المرتبة الخامسة ويحتلها هو.

في سنة واحدة وصلت الهند القمر، وتفوقت على الصين في عدد السكان، وتقدمت الاقتصاد البريطاني في ترتيب اقتصادات العالم، فكان عاماً للفأل الحسن بالنسبة للهنود، وعلى العالم أن ينتبه لأن الهند قادمة فيما يبدو.

 

* كاتب صحافي مصري