العمل الجاد والموهبة والعلاقات الاجتماعية في وجود الحظ، جميعها عوامل مهمة للنجاح، ولكن ما يجعل النجاح متميزاً، ليس ما سبق فحسب، وإنما أن نكون مبدعين من خلال التفكير الاستراتيجي.
تعد مهارة التفكير الاستراتيجي من المهارات الأساسية لحل المشكلات، ومن المؤسف أن كثيراً منا يفوت استخدام هذه المهارة، بسبب عدم التدريب الكافي على استخدامها للتغلب على العقبات المختلفة التي تصادفنا في حياتنا اليومية. قد نلاحظ أن كثيراً من الأشخاص يستخدمون منهجية واحدة لحل جميع المشكلات التي تواجههم، بغض النظر عن حجم المشكلة وتعقيدها، بدلاً من تطبيق مناهج مختلفة لحل المشكلات المختلفة.
يؤكد فريد بيلارد في كتابه «كيف تكون استراتيجياً»، على أهمية التفكير الاستراتيجي في جني الكثير من الفرص، وتجنب الكثير من المخاطر. أربع طرق رئيسة يذكرها بيلارد في كتابه عند حل المشكلات المعقدة. وجود خطوات مسبقة متعارف عليها، يوفر الكثير من الجهد والوقت، وما علينا سوى اتباع منهجية خطوة بخطوة، للوصول للنتيجة المرجوة، وتسمى بطريقة «السلم».
أما المشكلات التي تتطلب بحثاً عميقاً، فأفضل طريقة للتعامل معها تكمن في الغوص فيها، والبحث عن أرقام وبيانات داعمة للقرار، وتسمى بطريقة «الغواصة». في حالة ندرة المعلومات حول المشكلة، فمن الممكن اعتبار طريقة «الهليكوبتر»، بوضع عدة أفكار على الطاولة مع اختيار الأنسب للحصول على نتيجة واقعية.
في حالة توقع مشكلات في المستقبل، بخلاف المنهجيات السابقة التي اعتمدت على الماضي والحاضر، فأفضل طريقة هي «قطار الموت»، لمواجهة مشكلات لم نواجهها في السابق، وأن نكون مبدعين وتحليليين لما بين أيدينا من معلومات، لنكون استباقيين وللإتيان بالجديد.
في النهاية، تنبؤ المستقبل لا يعتمد بالضرورة على تحليل الماضي، بقدر ما يكمن في صناعته وفق المعطيات المتاحة. ماذا لو أدركنا أن التفكير الاستراتيجي مهارة، يمكن إتقانها بالممارسة؟ ماذا لو أدركنا أن التفكير الاستراتيجي يتطلب تفكيراً حراً واستشرافاً للمستقبل، والذي يتجاوز التفكير بكل المعيقات التي مررنا بها في الماضي والحاضر؟.