من نعم الله علينا في دولة الإمارات نعمة الجوائز والمسابقات القرآنية المتنوعة، المنتشرة في ربوع الدولة والمتاحة لمختلف فئات وشرائح المجتمع من الذكور والإناث، بعضها على المستوى المحلي وبعضها على المستوى الدولي، ليتنافس المشاركون فيها على أعظم كتاب وهو القرآن الكريم، بما في ذلك الأجيال الناشئة الذين يجدون في مثل هذه المسابقات منهلاً عذباً ربانياً ينهلون منه، وميداناً تنافسياً لهم للإبداع وتنمية المهارات وحفظ القرآن الكريم الذي يبقى لهم إرثاً مستداماً في صدورهم ونوراً مضيئاً في حياتهم.
ومن هذه الجوائز البارزة الرائدة جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، التي أسسها المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي، طيب الله ثراه، ويتولى رعايتها والعناية بها صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وتحظى بمتابعة ولي عهده الأمين سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، والتي أضحت بحمد الله تعالى إحدى المنارات المشرقة في الدولة لاستقطاب المهارات والإبداعات وتنمية المجتمع وخدمته عبر المسابقات التي تثري النفوس والعقول وترتقي بالعزائم والهمم، في دولة مباركة تجعل الطموح والمواهب والريادة قيماً جوهرية لبناء الإنسان ودعمه واستثماره في رقي الوطن ونهضة المجتمع.
لقد انطلقت جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم منذ أيام قليلة معلنة بدء التسجيل في دورتها الثانية والعشرين، وقد أطلت في حلة جديدة بهية، تضمنت الكثير من المسابقات والفروع، بإجمالي 12 مسابقة و27 فرعاً، منها مسابقات جديدة تستحدث لأول مرة في تاريخ الجائزة، وذلك انطلاقاً من نهجها التطويري المستدام الذي تنتهجه، بما يجعل التحديث والتطوير في المسابقات والفعاليات أساساً جوهرياً تسير عليه في كل دورة تنافسية جديدة.
وانطلاقاً من مواكبة الجائزة لرؤية القيادة الحكيمة فقد كانت العناية بالكون والفضاء محور العديد من مسابقاتها في دورتها الحالية، وهو ما يتزامن مع عودة البطل الإماراتي رائد الفضاء سلطان النيادي إلى أرض الوطن بعد نجاح مهمته الفضائية التاريخية الاستثنائية والتي تعتبر أطول مهمة من نوعها في تاريخ العرب، ومن هذه المسابقات التي اعتنت بهذا الجانب مسابقة أفضل بحث المتاحة لجميع شرائح المجتمع، والمخصصة في هذه الدورة عن الكون والفضاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، واشتملت على ثلاثة محاور وهي: النجوم والكواكب وظواهرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، والقمر وأطواره وظواهره في القرآن الكريم والسنة النبوية، والدلالات الإيمانية والحضارية في عناية القرآن والسنة بالكون والفضاء، وذلك تشجيعاً للمجتمع على البحث العلمي، وتعزيز المخرجات الوطنية والقيم الحضارية التي تحث عليها رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ذلك أيضاً مسابقة مزامير آل داود التي سيتنافس المشاركون فيها على أجمل ترتيل لآيات مختارة من قبل اللجنة المنظمة عن الكون والفضاء، لتترسخ هذه القيمة العلمية في وجدان المجتمع، ويكون أفراده خير سند وداعم لقيادتهم الحكيمة في مسيرتها المشرقة في مجال الفضاء، هذا المجال الجليل الذي حث على تأمله القرآن الكريم، لما فيه من الدلالات العظيمة الباهرة على قدرة الخالق وبديع صنعه، كما قال الله عز وجل: {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض}، وقال سبحانه: {إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين}.
كما اشتملت الجائزة على العديد من المسابقات الكثيرة المناسبة لمختلف الشرائح، منها مسابقات قرآنية عامة ونسائية ومسابقات لأئمة المساجد والمؤذنين ومسابقات للمحفظات ومسابقات لأصحاب الهمم والنزلاء والمسلمين الجدد، إضافة إلى مسابقات الأحاديث الشريفة والسنة النبوية، ومسابقة ومضات من الإمارات، وهي مسابقة دولية تستهدف التعريف بإنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة عبر أسئلة إلكترونية مع إتاحة الإجابة عنها لجميع الراغبين من مختلف أنحاء العالم.
إن مثل هذه الجوائز المجتمعية المباركة تحظى بحمد الله تعالى بدعم القيادة الحكيمة، التي تجعل العناية بالإنسان على رأس أولوياتها، وتحرص على إتاحة شتى الفرص له للتنافس والإبداع وتنمية المواهب واستثمار الجهد والوقت فيما يعود عليه وعلى وطنه بالخير والازدهار.
ومن هذا المنطلق نتقدم إلى قيادتنا الحكيمة بأجزل الشكر وأعطره على ما تبذله من جهود حثيثة في العناية بالمواطن والمقيم، وعلى دعمها للجوائز والمسابقات والفعاليات التي تغرس في المجتمع أجمل القيم والمبادئ، بما يعكس ما تتحلى به دولة الإمارات من الوئام والتنمية والاستقرار حتى أضحت أرض المواهب وواحة التسامح والازدهار.