الإدارة هي فن الحصول على أقصى النتائج بأقل جهد ممكن، وهذا الطرح يجعل الإدارة فناً وممارسة وطريقاً فاعلاً من أجل شق الطريق نحو تحقيق الأهداف المرجوة. الإدارة هي علم له أصوله، وفن؛ لأنها تنفذ بأساليب فنية، والمفهومان صحيحان في العملية التنظيمية للإدارة؛ حيث تجمع بين العلم والفن، فتمثل الأصول العلمية جانبها النظري، والأساليب الفنية جانبها التطبيقي.

وأكد علماء الإدارة التقليديون أن الإدارة هي فن يعتمد على الصفات الشخصية التي يمتلكها الفرد، والتي يمكن صقلها عن طريق التجربة والخبرة، وبناءً على ذلك فإنه يمكن القول بأن النشاط الذي يمارسه المدير يعتبر فناً يتركز حول مهارة الفرد وحسن تعميقه في تطبيق المعارف والمعلومات التي يمتلكها. الإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده، كما يقول غازي عبدالرحمن القصيبي.

وقد حققت الإدارة الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة نجاحات كبيرة أوصلتها إلى العالمية في الأداء والخدمة وثقافة الإبداع والتميز في الأداء؛ ولذلك يجب ألا نتوقف أبداً عن التركيز على تطوير منظومة التنمية البشرية، وأن يكون الإنسان محور اهتمامنا، وضمن أولويات خططنا المستقبلية؛ ما يتلاءم مع متطلبات التقدّم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم.

هذا بجانب استدامة التقييم والتقويم واستثمار كل الفرص المتاحة لتطوير المهارات الإدارية وإطلاق المواهب الإبداعية، وتوفير بيئة عمل حقيقية للإبداع ومحفزة للإنتاجية، وتعميق مفهوم ثقافة الشفافية وروح الفريق الواحد. 

وأتطلع بشغف إلى استمرار عرض وتوثيق قصص النجاح لأبطالنا في ميدان العمل من مختلف المستويات الإدارية، وتسليط الضوء على الدروس المستفادة في تجاربنا المهنية لكل الأجيال القادمة، واستثمار التقنيات الحديثة في منصات التواصل الاجتماعي لعرضها، وتحقيق التفاعل والمشاركة الهادفة.