ظهرت المقاهي الشعبية «مفردها المحلي : مقهاة» في فترة متأخرة نسبياً، خلال عقد الثلاثينيات من القرن العشرين وما تلاه، بينما وجدت في أقطار الخليج الأخرى في فترات أبكر، وخصوصاً في كل من البحرين والكويت، ربما تأثراً بالمقاهي التي كانوا يرتادونها في البلدان التي تربطها علاقات قديمة ببلدان الخليج العربي كمدينة بومبي التي يرتادها تجار اللؤلؤ كل عام لتسويق لآلئهم، بحكم العلاقات التجارية القديمة.

وكان عدد المقاهي في بداية ظهورها قليلاً جداً فكانت تقدم لمرتاديها الشاي، وكان ثمن قدح الشاي لا يتعدى بيزة واحدة ، ثم تضاعف إلى بيزتين خلال الحرب العالمية الثانية بسبب قلة كمية السكر الموجودة في السوق المحلي، ثم ارتفع السعر إلى آنتين في المقاهي التي تشتري السكر من السوق، أما من يحصل على السلع المدعومة فيبيع القدح بـ«جرخي وآنة بومبي».

وبالإضافة إلى تقديم الشاي توفر المقاهي لزبائنها المدخنين القدو «الشيشة الفخارية» ثم ظهر مشروب النامليت، وكان يصنع من الماء والسكر وروح الليمون «اللومي»، ثم انتشر بنكهات أخرى، كانت الناس تقبل عليه وتشتريه وتشربه كمرطبات.

وأشهر أنواعه «نامليت بوتيلة»، الذي كان غطاء زجاجته عبارة عن «تيلة»، ويتم فتحها عن طريق ضغطها إلى أسفل.

واعتباراً من عقد الخمسينيات بدأت بعض المقاهي في اقتناء جهاز الجرامفون وبث أغاني مطربي الخليج أمثال محمد فارس وضاحي بن وليد ومحمد زويد «كلهم من البحرين» وعبدالله فضالة وعبداللطيف الكويتي «من الكويت» ومن الوظائف التي كانت تؤديها المقاهي الشعبية قديماً :

أ- كانت ملتقى للأصدقاء خلال فترة المساء للتباحث في الشؤون العامة والخاصة، وخاصة في فصل الشتاء وتوقف رحلات الغوص عن اللؤلؤ.

ب- كانت ملتقى للشعراء والأدباء يتناشدون فيها ما أنتجته قرائحهم وهم يحتسون أقداح الشاي.

ج- أتاحت لروادها الاستماع للأغاني الخليجية وتذوقها، في زمن كانت فيه أجهزة الراديو و«الجرامفون» قليلة وتعتبر من الكماليات.