هل تعرفون ما الشيء الأسوأ من العمليات الوحشية لجيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين العزل في غزة؟

إنه الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني بين حركة حماس في غزة، والسلطة الفلسطينية في رام الله.

إنها حالة تحالف منظمات سياسية فلسطينية (منظمة التحرير) التي لا تضم الإسلام السياسي.

إنها حالة عدم اتفاق على الحل النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

إنها حالة استقواء كل طرف منهما بحلفاء داعمين وممولين إقليميين ودوليين مختلفين، ما يضع مستقبل القضية الفلسطينية في حالة استقطاب حاد.

إنها حالة عدم التنسيق الأمني والتعاون العسكري في حماية الشعب الفلسطيني.

إنها حالة عدم وجود برنامج عمل سياسي وخطة اقتصادية مشتركة، ترسم صورة مستقبل الشباب الفلسطيني الطامح إلى تعليم جيد، وخدمات عامة مناسبة، ورعاية صحية جيدة، وسوق عمل مطمئن.

في النهاية، أصبح لدينا 4 نسخ من الفلسطينيين:

1 - فلسطينيو الخط الأخضر، أي فلسطينيو ما قبل 1948، الذين يحملون الجواز الإسرائيلي، ويخضعون لأسلوب حياة وقوانين المحتل.

2 - فلسطينيو السلطة، الذين يعيشون تحت إدارة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ومخيماتها.

3 - فلسطينيو غزة، الذين يعيشون منذ عام 2007 تحت سيطرة إدارة وإرادة حركة حماس.

4 - وأخيراً فلسطينيو المهجر الموزعون في شتات العالم من العالم العربي إلى أمريكا اللاتينية، ومن أفريقيا إلى أستراليا.

وهؤلاء يعيشون حالة من الإحباط الوطني، لأنهم لا يجدون أي بارقة أمل في العودة النهائية إلى وطنهم الأصلي فلسطين.

آخر ما يؤلم أي مراقب للأحداث، هو ذلك التصريح الذي خرج به أحد قادة «حماس»، وقال فيه حرفياً: «منذ أحداث يوم أكتوبر، لم يحدث أي تواصل على أي مستوى بين قيادة (حماس) وقيادة السلطة الفلسطينية».

هل يمكن أن يقبل العقل الراجح مثل هذا التصريح؟

أكثر من 80 يوماً من القتل الوحشي مرت، وأكثر من 21 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وأكثر من 1.7 مليون هجروا من منازلهم، وعشرات المخيمات الفلسطينية في الضفة هوجمت بعمليات أمنية، وأكثر من 4800 فلسطيني من الضفة تم اعتقالهم، وأكثر من 300 تم قتلهم في الضفة، ولا يتحاور فلسطينيو غزة مع فلسطينيي الضفة.

الأكثر عبثية، هو أن مبعوثين أمريكيين وأوروبيين وعرباً، واتصالات عالمية، ومشاريع قوانين تصاغ في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة، ولا حوار أو تنسيق بين الطرفين.

الأكثر إيلاماً، هو رد فعل حركة حماس في غزة، الغاضب من قيادتها المقيمة في الدوحة، بسبب ما تسرب عن لقاءات سرية أو اتصالات أديرت بتكتم شديد، بين قيادة حماس «الدوحة»، وقيادات السلطة الفلسطينية «رام الله»؟

هل وصلنا إلى مرحلة أن الحوار بين الأشقاء وسط خطر وجودي مميت، أصبح عورة وخيانة؟!