التكنولوجيا نعم الخادم وبئس السيد.
استعرضنا في المقالة السابقة الموقفين المتعارضين من الذكاء الاصطناعي، ونهدف في هذه المقالة إلى تحديد المخاوف التي يطرحها المعارضون، وتبيان الفوائد التي يطرحها المتحمسون لهذه التقنية الجديدة.
يمكن تلخيص المخاوف المحددة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في التعليم وبخاصة التعليم العالي، في ما يلي:
● الشفافية والتحيز: يعرب المنتقدون لإطلاق قدرات الذكاء الاصطناعي عن قلقهم بشأن الافتقار إلى الشفافية في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، من حيث إن هذه التقنية الجديدة تعتمد على مصادر معينة للبيانات وتتحكم بها شركات معينة.
وبالتالي فهناك إمكانية أن تؤدي هذه الخوارزميات إلى إدامة التحيزات الحالية التي لدى البشر، ونقل البشر هذه التحيزات إلى الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته واستخداماته.
● الاستبدال الوظيفي: تتمثل هذه المخاوف بحلول الذكاء الاصطناعي محل المعلمين والمدرسين والقائمين على مهمات التعليم، وهذا ما ينجم عن أتمتة المهمات التي يؤديها المعلمون حالياً، بالإضافة إلى مخاوف بشأن الافتقاد للأمن الوظيفي والأدوار المعينة للمعلمين والمدرسين في المشهد التعليمي.
● خصوصية وأمن البيانات: يتطلب الاستخدام المتزايد الذكاء الاصطناعي في التعليم جمع وتحليل كميات هائلة من بيانات الطلاب، مما يثير مخاوف بشأن الخصوصية والانتهاكات الأمنية والاستخدام المشكوك في غاياته عند تجميع كميات هائلة من هذه البيانات والمعلومات.
أما في ما يتعلق بالمنافع والفوائد التي يعد بها الذكاء الاصطناعي في عالم التعليم، فيمكننا تلخيص أهمها في ما يلي:
● تفريد وتكييف التعليم: يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات الطلاب لإنشاء مسارات تعليمية مخصصة، وتقديم ملاحظات مخصصة، والتوصية بالموارد التي تلبي الاحتياجات الفردية وأنماط التعلم.
● التطبيقات الذكية: تستفيد الجامعات من الذكاء الاصطناعي لإنشاء الحرم الجامعي الذكي الذي بوسعه تعزيز خبرات الطلاب وتحسين كفاءة التعلم وفعالية التشغيل من خلال مبادرات مثل تطبيقات وروبوتات المحادثة التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي والتحليلات الخاصة بالبيانات.
● إيجاد فرص عمل جديدة: صحيح أن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته قد يصبح أجدى وأنفع في العديد من الوظائف والمهمات في مجال التعليم، إلا أن تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم سيؤدي حتماً إلى إيجاد أدوار وفرص ووظائف جديدة داخل قطاع التعليم.
في المقالات القادمة، نستعرض هذه المخاوف والتحديات، والمنافع والفوائد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي كلاً على حدة، ونحلل الإمكانيات والإجراءات المترافقة مع هذه التطبيقات والاستخدامات، مع إيلاء الاهتمام للاعتبارات المهنية والعملية التي تصاحب دمج هذه التكنولوجيا الجديدة في مشهد التعليم.
رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية