في منتصف عشرينيات القرن التاسع عشر تمكن المخترع الفرنسي جوزيف نيسيفور نييبس (1765– 1833م) من التقاط أول صورة ضوئية ناجحة في التاريخ، بعد تجارب استغرقت 9 سنوات، فكان ذلك بداية مرحلة متقدمة من التوثيق تعتمد على التصوير الفوتوغرافي بدلاً من الرسم، ومنذ النصف الثاني من القرن الـ 19 تم تصوير مشاهد متعددة في مختلف أنحاء العالم، غطت الطبيعة والبشر والمعالم التاريخية، ما أضاف إلى المعرفة الإنسانية رصيداً هائلاً من المعلومات.

لقد كان نصيب الإمارات من الصور الملتقطة في القرن التاسع عشر ضئيلاً، وربما كان أقدمها صورة الشيخ زايد الأول حاكم أبوظبي، حينذاك، وشقيقه الشيخ ذياب ومرافقيهم، أثناء زيارتهم إحدى قطع الأسطول البريطاني في مارس 1866، أما في مطلع القرن العشرين فإن صورة قصر الحصن، التي تعود إلى عام 1901 تعتبر أقدم الصور، تليها صور اجتماع حكام الإمارات مع اللورد كيرزون الحاكم البريطاني العام للهند عام 1903.

ومع دخول العقود الأولى من القرن العشرين أخذت الصور الملتقطة تتزايد باطراد، ومن أهم مصادرها في النصف الأول من القرن: الرحالة الذين زاروا المنطقة كونهم مغامرين، والإرساليات التبشيرية الأمريكية والبريطانية، والإدارة البريطانية في الخليج العربي بمختلف قطاعاتها، وشركات النفط، والصحافة الغربية والشرقية، التي قامت باستطلاعات صحفية عن المنطقة معززة بصور فوتوغرافية.

أما الفترة الواقعة بين عامي 1971– 1950م فقد شهدت مرحلة السعي نحو الحداثة في النظم والمؤسسات، وحظيت بوفرة متزايدة من التوثيق الفوتوغرافي والسينمائي وخصوصاً أن الصور أصبحت ملونة وأكثر جودة تبعاً للتطور الكبير في كاميرات التصوير، وزادت مصادرها، فبالإضافة إلى المصادر السابقة اقتنى العديد من الهواة كاميرات، وثقوا من خلالها مشاهد الحياة الشعبية، والمناسبات الخاصة في الإمارات، وأصبحت الصور الفوتوغرافية وسيلة تعليمية وإيضاحية لا يمكن الاستغناء عنها في البحوث، والدراسات التاريخية والتراثية، وتحتل قسماً مهماً من أقسام مراكز الأرشيف في العالم.