تشير العديد من الدراسات إلى أن هناك علاقة بين الصداقة والصحة النفسية للفرد، فهي طاردة للوحدة وجالبة للسعادة والراحة النفسية.
الصداقات الجيدة مصدر للدعم الاجتماعي والنفسي خصوصاً عند مواجهة المشكلات والفقد، ناهيك عن حس الفكاهة المطلوب بين الأصدقاء لإضافة نوع من المتعة والكوميديا لتناول مكدرات الحياة بتقبل ورحابة صدر.
الأصدقاء الحقيقيون ليسوا بالضرورة نسخة منا، ولكن هم من يكملوننا ويساعدوننا على رؤية زوايا لا نراها، وهم الداعمون لنا للوصول لأهدافنا.
قد نلتقي بأشخاص مختلفين في مراحل حياتنا المختلفة ونطلق عليهم لقب أصدقاء، منهم من جمعنا بهم اللعب وحب المتعة أثناء فترة ما دون رياض الأطفال. أما أصدقاء المدرسة والذين لهم الأثر الأكبر في حياتنا، قد يشكلون الكثير من أفكارنا، وهناك فرصة كبيرة للحصول على صداقات معهم مدى الحياة. أصدقاء الجامعة والذين قد لا يشبهوننا اجتماعياً ومن خلفيات مختلفة، قد يجمعنا معهم حب التجربة والشغف والكثير من الأمور المشتركة. من ناحية أخرى، أصدقاء الحياة سواء من بيئات العمل أم من خارجها غالباً ما نختارهم بعناية بعد مرورنا بكثير من الدروس والعبر.
من الطبيعي أن نتغير بمرور الوقت، وقد نجد أنفسنا في نسخ مختلفة بحكم الظروف والتجارب التي مررنا بها، لذلك لا أدري إذا كان لنا الحق في معاتبة الآخرين عند تغيرهم أو إصرارنا عليهم بالبقاء كما هم، ولكن بالتأكيد لنا الحق أن نرحب بأصدقاء جدد يقبلون مرحلتنا الحالية ويحترمون تجاربنا التراكمية، وأن نفتح الباب لمن أراد الرحيل من الصداقات القديمة مع تركه موارباً متمنين لهم التوفيق.
ماذا لو أدركنا أن الصداقات الحقيقية هي من تثري حياتنا وتحسن صحتنا النفسية وتحفزنا على أن نكون نسخة أفضل من أنفسنا؟ ماذا لو أدركنا أن بعض الصداقات لا تحتمل العبور معنا إلى مراحل تالية أو مختلفة، وعليه ماذا لو اعتبرنا إنهاء بعض الصداقات بلطف، شكلاً من أشكال الوفاء لها؟