يمثل إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تمديد مبادرة «عام الاستدامة» لتشمل عام 2024.
تأكيداً واضحاً بأن نهج الاستدامة وحماية البيئة والمناخ هو نهج ثابت، وعمل مستمر، وتوجه راسخ في فكر ورؤية القيادة السياسية الإماراتية، حفظها الله، كما يجسد هذا الإعلان حرص الإمارات وقيادتها الرشيدة على البناء على ما تحقق من إنجازات كبيرة، خلال العام الماضي.
والتي تم تتويجها بالتوصل إلى اتفاق الإمارات التاريخي للعمل المناخي في ختام مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، الذي نظمته الإمارات في نهاية العام الماضي، فهذا الاتفاق التاريخي، الذي أقره ممثلو 197 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، أظهر للعالم كله قدرة الإمارات مرة أخرى على قيادة العالم في مواجهة التحديات المصيرية، التي تواجهه.
وإلى جانب هذا الاتفاق التاريخي تعددت المبادرات والإنجازات التي تحققت، ضمن مبادرة عام الاستدامة خلال العام 2023، وأبرزها هو إطلاق صندوق «ألتيرا» للاستثمار المناخي بقيمة 30 مليار دولار، فضلاً عن إطلاق «استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050».
وتدشين محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 2 غيغاواط، إلى جانب تدشين أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة على مستوى العالم، وذلك ضمن المرحلة الرابعة من «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» في دبي.
وكان أحد النجاحات المهمة لحملة مبادرة «عام الاستدامة»، خلال عام 2023، هو دورها في تعزيز الوعي المجتمعي بقيم الاستدامة في دولة الإمارات، والتشجيع على تغيير السلوكيات وإلهام الجميع بأهمية تضافر الجهود الجماعية، من أجل تحقيق مبادئ الاستدامة.
وتم ملاحظة ذلك بوضوح في الكم الكبير من الفعاليات والأنشطة، التي احتفت بقيم ومبادئ الاستدامة والتوعية بمخاطر التغير المناخي، وأهمية الحفاظ على البيئة على مختلف المستويات. إن معركة الوعي هي من أهم المعارك، التي ينبغي خوضها والانتصار فيها من أجل تعزيز مبادئ الاستدامة وحماية البيئة، وهو ما تحقق بصورة كبيرة، خلال العام الماضي.
إن هذه المبادرات والإنجازات، التي تحققت العام الماضي هي استكمال لمسيرة طويلة من الاستدامة، والعمل من أجل حماية البيئة، حيث كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حريصاً على تعزيز نهج الاستدامة في كل المجالات، ولا سيما استدامة الموارد الطبيعية، والحفاظ على البيئة، ومنحته جهات دولية عدة الكثير من الألقاب المجسدة لهذا النهج.
وهذه الرؤية مثل «رجل البيئة الأول»، و«بطل الأرض»، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة العالمية عرفاناً بجهوده في حماية البيئة وتنميتها، والحفاظ عليها وصونها للأجيال القادمة.
واستكمالاً لهذا النهج والتوجه عملت القيادة الإماراتية الرشيدة على تعزيز مبادئ الاستدامة في مختلف المجالات، ليس فقط داخل الإمارات، بل امتدت هذه الجهود عبر العالم كله، وخلال العام الجديد 2024 ستستكمل دولة الإمارات جهودها، لتعزيز الاستدامة والعمل المناخي بروح جديدة، وعزيمة أكبر، وبمبادرات جديدة ومبتكرة، والهدف دائماً وأبداً هو رفاهية الإنسان الإماراتي، وحماية حق الأجيال المقبلة في بيئة نظيفة وموارد مستدامة.