احتفل العالم يوم 7 أبريل الحالي بيوم الصحة العالمي، وسط تأكيدات من منظمة الصحة العالمية بأن التحديات التي تواجه بناء نظم صحية قوية في العالم تتنامى بشكل كبير مع انتشار النزاعات المسلحة.
وتفاقم مشكلات الفقر والجوع والتغيرات المناخية، إلى جانب مخاطر ظهور أوبئة جديدة وعودة أوبئة كانت قد اندثرت منذ عقود.
ورغم أن قضايا الصحة والاستثمار فيها كانا قد تصدرا الاهتمامات العالمية خلال فترة جائحة «كوفيد 19»، لكن سرعان ما تراجع هذا الاهتمام والأولوية التي يمنحها كثير من الدول لمواصلة الاستثمار في هذا القطاع لصالح القضايا الأمنية التقليدية.
دول قليلة هي التي حافظت على التزامها بمواصلة الاستثمار في الصحة، وفي مقدمتها، دولة الإمارات، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، في تغريدة له بمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العالمي، حيث أكد سموه أن الاستثمار في الصحة أولوية رئيسية في استراتيجية الإمارات التنموية ورؤيتها للمستقبل الأفضل لشعبها.
وهذا الموقف نابع من قناعة قيادتنا الرشيدة بأن الصحة هي التي تقود القطاعات الأخرى وتؤثر عليها، وهو ما أوضحه صاحب السمو رئيس الدولة بوضوح من خلال تأكيده أن المرض هو أحد أكبر معوقات التنمية والسلام والازدهار على الساحة الدولية.
كما سبق وأكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي قال إن الصحة تقود القطاعات الأخرى كافة، خصوصاً السياسة والاقتصاد، على نحو ما أظهرته تداعيات أزمة فيروس كورونا.
التزام الإمارات بالاستثمار في قطاع الصحة، لا يقتصر فقط على الداخل الإماراتي، حيث أصبحت الدولة تمتلك واحداً من أكفأ الأنظمة الصحية في العالم، وبنية تحتية صحية متطورة تجعلها قبلة للسياحة العلاجية التي ازدهرت بصورة كبيرة فيها، وإنما يمتد إلى القيام بدور عالمي كشريك فاعل ومسؤول في مواجهة الأمراض والأوبئة العالمية، وبرز هذا الدور من خلال الكثير من الجهود.
والمبادرات الإماراتية التي لاقت إشادة العالم كله، وتجلى على أوضح ما يكون خلال أزمة تفشي جائحة كورونا، حيث كانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال الجائحة.
وشكلت المساعدات التي قدمتها الدولة 80 % من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة خلال الجائحة، وبلغ عدد الدول المستفيدة من مساعداتها خلال الجائحة 135 دولة.
كما تجلى هذا الدور في المبادرات والجهود الإماراتية الداعم للتحركات الدولية الرامية لاستئصال الأمراض التي يمكن القضاء عليها، ولاسيما في البلدان الفقيرة التي لا تملك الموارد والإمكانيات للقضاء على هذه الأمراض. ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر تقديم صاحب السمو رئيس الدولة عام 2011 منحة بقيمة 100 مليون دولار لحملات التلقيح ضد شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان.
وخلال انعقاد الدورة الأولى للقمة العالمية للقاحات في أبوظبي عام 2013، قدم سموه 120 مليون دولار دعماً إضافياً، وفي عام 2017 تعهد سموه بتقديم 30 مليون دولار لاستكمال الجهود للقضاء كلياً على مرض شلل الأطفال في العالم.
إن التزام الإمارات بالاستثمار في الصحة هو التزام بالاستثمار في المستقبل الصحي والآمن والمزدهر الذي تنشده لشعبها ولشعوب العالم، وجزء من المسؤولية الأخلاقية للإمارات تجاه البشرية، بوصفها وطن الإنسانية.