يُوضح القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن الحياة كفاح مستمر منذ ولادة الإنسان، وأن المسؤولية أمانة ووفاء، ومن يكلف بها عليه أن يحيط بمن كلفه بعدم قدرته على تحملها إذا شعر بأنه سيقصر، أو غير كفء لها. إن على المسؤول أن يتخذ من كفاح الرجال الذين سبقوه قدوة له. 

كل يوم يمر نستكشف من الوالد المؤسس مفاجآت جديدة في سرده الاستراتيجي. وما جعلنا نتوقف اليوم الطريقة الفريدة التي اعتمدها في بناء الدولة الوطنية من خلال التخطيط الاستراتيجي. إنها استراتيجية استثنائية استندت إلى مفهوم القدوة، جعلها محوراً أساسياً في تحقيق النجاح والتقدم.
في عباراته التوجيهية، كان الوالد الشيخ زايد يبرز قيمة القدوة كأساس للتخطيط الاستراتيجي، مؤكداً أنها المفتاح لتحقيق التطلعات المستقبلية. وكان يحث على تحديد الأهداف بناءً على نموذج القدوة الملهم، مؤكداً على أن القدوة الحسنة قادرة على توجيه عملية اتخاذ القرار وتحفيز الفرق لتحقيق الأهداف.


تطبيق هذا المفهوم من قبل القائد المؤسس لم يقتصر على شريحة معينة من المجتمع، بل امتد ليشمل جميع الفئات العمرية والاجتماعية، سواء كانوا مسنين أو شباباً، مدنيين أو عسكريين، مسؤولين أو أفراد الجمهور العام. كان يحث الجميع على المشاركة في تحقيق رؤى وتوجهات الدولة، وتحمل المسؤولية وبذل الجهد لخدمة الوطن مع توفير القدوة المثالية. وكان يعكس هذا المبدأ في سلوكه الشخصي والمهني، موجهاً الأجيال الجديدة نحو النجاح والتفوق، حاثاً الجميع على اعتماد العمل الجاد والمثابرة.


في حديثه مع لاعبين لكرة القدم، دعاهم إلى أن يكونوا قدوة للآخرين وأن يعملوا بجد، قائلاً: إننا نطلب من الشباب دائماً أن يكونوا قدوة، وأن يعملوا بجد؛ لأن العمل هو الذي يقودنا إلى التقدم. إننا لا ننظر إلى الشباب على أساس أن هذا ابن فلان أو قريب فلان، لكننا ننظر إليهم على أساس ما يقدمونه من جهد لوطنهم. ونحن سنقدم للشباب كل ما يحتاجون إليه ليحققوا آمالنا فيهم.


كما نجد أيضاً في حديثه إلى ضباط تخرجوا في كلية زايد الثاني العسكرية: «نرجو الله عز وجل أن تكونوا الغرس الطيب، وقدوة للشباب من إخوانكم، وخير خلف لخير سلف».


وفي رده على بعض الأسئلة خلال لقائه مع عاملين في السلك الدبلوماسي وأجهزة الدولة، قال: يجب أن يكون كل مسؤول على رأس أي جهاز في الدولة قدوة للعاملين معه، وكذلك رب الأسرة الذي يعلم أولاده. 
وفي وصيته لأحد سفراء الإمارات، أكد أن الشخص الذي يقبل بتحمل المسؤولية عليه واجب الحذر من أي خطأ؛ حتى لا يؤخذ عليه وعلى أبناء منطقته أي مأخذ، وإن نجاحه في عمله يؤهله لأن يكون قدوة في الشهامة والوفاء. 
وفي حديث له لطلاب فائزين في مسابقة ثقافية، أوضح الشيخ زايد أنه لا مال بدون رجال، ولا رجال إلا بالمال، فالرجال لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً بدونه، ومع المال لا بد من العمل؛ لأن العمل لا يستوي مع المتقاعس أو الكسول، والإنسان الذي لم يوفق فإن فشله يرجع إليه، والذي أسعد نفسه بعمله ونشاطه لا بد وأن يكون قدوة للكسول لكي يسعى للحاق به.


وخلال جولة تفقدية في إمارات الدولة، قال: إذا اعتمد الإنسان على نفسه سد حاجته، وإذا نظر إلى من عمل واجتهد ونفع نفسه وأهله فإنه يصبح قدوة لأبنائه، فيحذون حذوه؛ لأن أفضل معلم للأبناء هو الوالد، والمعلم للشعب كله هو القائد.
بفضل تبنيه لمفهوم القدوة، كواحد من أهم المبادئ التي يجب أن نستفيد منها في مجال التخطيط الاستراتيجي، أصبح الشيخ زايد مثالاً في هذا المجال. اتسمت نفسه بالشجاعة والوفاء في تحمل المسؤولية، مما جعله قدوة يحتذي بها الجميع بمن فيهم الأجيال القادمة، في سعيهم نحو التقدم والازدهار.