حتى نفهم بالضبط إلى أين يذهب بنا هذا الصراع الدموي الدائر في قطاع غزة بمحافظاته المتعددة، وحتى نعرف إلى أين وإلى أي مدى يمكن أن يتسع إقليمياً يجب أن نفهم جيداً مواقف الأطراف المتصارعة.

اليوم نحاول فهم موقف حركة «حماس».

الفهم الصحيح يحتاج أن يتجرد المحلل السياسي من هواه السياسي، أو مواقفه الحزبية، أو انتماءاته الطائفية، أو المذهبية.

وبشكل متجرد نقول:

- حركة «حماس» هي حركة مقاومة ترفع في برنامجها برنامجاً يقوم على مبادئ الشريعة الإسلامية، ولديها علاقة تنظيمية مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.

- تعتنق الحركة – حسب برنامجها - فكر الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي لذلك جندت فصائل عسكرية عرفت باسم كتائب القسام (نسبة إلى الشهيد عز الدين القسام).

- تؤمن الحركة – حسب برنامجها – بأن أرض فلسطين التاريخية هي كلها من البحر إلى النهر.

- لا تؤمن الحركة – حسب برنامجها – بمشروع الدولتين، بل تؤمن بدولة واحدة فقط هي الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

- الحركة ليست عضواً تنظيمياً في منظمة التحرير الفلسطينية، وهي إدارياً وحكومياً تقود شؤون قطاع غزة منفردة.

وحينما سألت أحد المقربين من حركة «حماس» عن «المنطق السياسي الذي تتبعه منذ السابع من أكتوبر الماضي» قال لي:

1. بعد حصار ظالم قامت به إسرائيل للقطاع أكثر من 16 سنة و4 جولات من الصراع العسكري المدمر وجدت «حماس» أنه لا بد من عمل عسكري يضع المسألة داخلياً وإقليمياً ودولياً على مائدة البحث الضاغطة.

2. تدرك «حماس» أن جيش إسرائيل النظامي لن يستطيع تحقيق انتصار نهائي وكامل ضد «حماس»، لأن حرب العصابات الطويلة سوف ترهقه عسكرياً وتضغط عليه سياسياً.

3. تدرك «حماس» أن الفترة الحالية حتى نهاية يونيو المقبل سوف تكون ضاغطة على تحالف نتنياهو الذي قد ينفرط عقده قريباً وأن ضغط الرأي العام في إسرائيل سوف يصل إلى قمته.

4. تؤمن «حماس» بأنه لا يمكن لأي مفاوضات سياسية لمستقبل غزة أن تنهي دورها السياسي ومركز تأثيرها المعنوي والتنظيمي على الشارع الفلسطيني.

5. تؤمن «حماس» ببساطة أن «نتنياهو انتهى مستقبله» وأن «حماس كتنظيم سياسي لا يمكن إنهاؤها أو استبعادها.

6. إن الحماقة السياسية والتشدد اللانهائي لنتنياهو وفريقه اليميني الديني لا يعطيان أي أمل لـ«حماس» أو الوسطاء بنجاح أي تسوية سياسية وإن انسداد الأفق السياسي يعطي مساراً إجبارياً واحداً لـ«حماس» وهو القتال!