العلاقة الأمريكية– الإسرائيلية تمر الآن بمرحلة اختبار دقيقة وصعبة.
التحدي الاستراتيجي الذي يواجه هذه العلاقة هو: أيهما يتصدر الأولوية في البيت الأبيض، المصالح العليا للأمن القومي الأمريكي أم الحفاظ على العلاقة التاريخية بين مراكز التأثير الأمريكي واللوبي اليهودي الصهيوني؟
ولكن من الواضح أنه يُستخلص من رصد ومتابعة القرارات والسياسات الأمريكية الرسمية أن الرئيس جو بايدن وضع المصلحة الإسرائيلية قبل المصلحة الأمريكية في حرب غزة وتداعياتها.
رأينا أكبر حاملتي طائرات قبالة سواحل إسرائيل، بعد أيام معدودات من 7 أكتوبر.
ورأينا شحنات لأفضل الترسانة الأمريكية من الصواريخ والقذائف، وأنظمة الحرب الإلكترونية تشحن بجسر جوي عاجل لإسرائيل.
ورأينا إدارة بايدن تعتمد 14 مليار دولار بشكل عاجل، ثم قدمت اعتمادات أخرى إضافية لإسرائيل.
ورأينا 4 استخدامات لحق النقض «الفيتو» الأمريكي في مجلس الأمن الدولي بمنع إيقاف إطلاق النار أو إدانة سياسات إسرائيل.
إن الجيش الإسرائيلي لم يقم بإبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين، بل يقوم بحقه في الدفاع الشرعي عن النفس على حد وصف الرئيس بايدن!
أصيبت واشنطن بحالة من العمى السياسي، ودخلت في حالة من الاستسلام الكامل لحماقات بيبي نتنياهو السياسية، ووحشية الجيش الإسرائيلي في عملياته في غزة.
ذلك كله يتم لأن إدارة بايدن الضعيفة المأزومة داخلياً وخارجياً مرتهنة الإرادة لمنظمة «الايباك» اليهودية الصهيونية الموالية للمصالح الإسرائيلية في معركة الرئاسة.
واشنطن باعت ضميرها السياسي في معركة غزة مقابل دعم «الايباك» لبايدن في معركة انتخابات الرئاسة.