يصعب على عقلي المحدود أن يفهم بعض تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأخيرة.

يقول بيبي نتانياهو في تصريح أخير له مع قناة «سي. إن. بي. سي» الأمريكية «إنه مستعد لعقد اتفاق جزئي من أجل الإفراج عن بعض الرهائن، ثم يعود بعدها إلى مواصلة الحرب في تصفية قوات حماس»، على حد قوله.

إنه منطق «فاصل استراحة ثم بعده فاصل من القتل والقتال».

هذا المنطق هو بلا شك ليس منطق تفاوض، لأن علم التفاوض منذ بدء الخليقة يقوم على منطق تبادل المنافع، أي شيء مقابل شيء، رهائن مقابل رهائن، إيقاف إطلاق نار مقابل رهائن، فك حصار وإدخال مساعدات مقابل إيقاف إطلاق نار، وهكذا..

أما منطق سوف آخذ منك ما أريد اليوم ثم أعود لقتلك غداً، فهذا منهج أو منطق لم نسمع به في عصر المفاوضات الحديثة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

لقد قام نتانياهو بوضع قواعد القتل والقتال، ومنها توقيت إنهائها الذي لا يعرفه أحد غيره.

وقام نتانياهو بعدم تقديم أي تصور لمرحلة ما بعد توقف إطلاق النار في غزة، وشكل إدارة السلطة والحياة اليومية فيها.

التصوّر الوحيد الذي يسوّقه نتانياهو هو منطق الحكم بالأمن الإسرائيلي عبر حزام أمني عازل في وسط غزة يقيمه الجيش الإسرائيلي.

الأزمة الكبرى، أن الجانب الفلسطيني ليس لديه تصوّر متكامل وعملي لحفظ أمن واستقلال واستقرار شعب غزة الصبور.