اصطلح الناس في مجتمع الإمارات على التعبير عن اللقب بكلمة «التَّعيُورة» أو «اللَّبّوقة» وأحياناً «التلبوقة» والمقصود باللقب: اسم يسمى به الشخص غير اسمه الأول، إما للتعريف وإما التشريف أو التمييز، وعادة يطلق اللقب على فرد بعينه، ثم ما يلبث أن يعم كافة أبنائه بمرور الزمن وتتابع الأجيال، فيقال «عيال فلان» بذكر اللقب كعنوان للعائلة، واللقب يختلف عن الانتماء القبلي كما سنذكره لاحقاً.

ومن الظواهر الملحوظة في موضوع الألقاب: أولاً، ظاهرة اكتساب ألقاب جديدة في أُسَر كانت لها ألقاب أقدم، حيث تكون الأسرة الكبيرة مشهورة بلقب معين، ثم يتم إطلاق لقب جديد على أحد أفرادها فيشتهر به، وبمرور السنين وتنامي أسرته يأتي جيل جديد يجهل علاقة هذه الأسرة بالأسرة الأم، وأنها منبثقة عنها، وأنها كانت في الأصل تحمل اسمها القديم.

ثانياً، إن النسبة الكبرى من الألقاب تدخل في باب الألقاب غير المستحبة بحكم طبيعة البشر، وخاصة في الماضي.

ففي بعض الأحيان كان بعض الأشخاص يُلقب بلقب غير مستحب، وذلك بسبب موقف معين لم يكن في صالحه، أو لإصابته بعاهة بدنية أو اتصافه بخلق سيئ، وأحياناً بسبب كلمة ينطقها بخلاف نطق أبناء البلاد !.. إلخ فإذا لاقى اللقب استحساناً وقبولاً من الناس شاع وذاع، وأصبح بمرور الوقت عنواناً ملازماً له.

ثالثاً، صعوبة التخلص من اللقب، فحتى في العصر الحالي ظلت بعض العائلات عاجزة عن محو ألقابها القديمة غير المستحبة من ذاكرة معارفهم، وخصوصاً إذا كان الاسم الرسمي غير كافٍ للتعريف بهم، فيضطر الشخص إلى ذكر لقبه غير المستحب لتسهيل التعرف عليه من جانب بعض الشخصيات المهمة. ومما يروى عن أحد أبناء الإمارات قديماً أنه فكر في طريقة تساعده على التخلص من لقبه الذي لا يحبه وغير المستحب! فأقام وليمة «عيش ولحم» لأبناء الفريج، وقال لهم: إخوتي الكرام أنا اسمي فلان بن فلان «اسمه الرسمي» فأرجو منكم مناداتي به، وعدم ذكر ذلك اللقب الذي تعرفونه، فقالوا له: فالك طيّب، محّد بَيَطريه موليِّة «لن يذكره أحد أبداً». ولما خرجوا من عنده التقى أحدهم بواحد من جيرانه لم يكن حاضراً الوليمة معهم، فسأله: من وين ياي ما شاء الله؟! فقال له: اليوم كنا معزومين عند فلان «وسماه بلقبه غير المستحب»!

وهكذا باءت بالفشل محاولة الرجل التخلص من اللقب الذي لا يحبه!.