«حكايات أهل الفن»

قصة عمر الشريف مع السينما المصرية والعالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

النجم المصري العالمي «ميشيل ديمتري شلهوب» الشهير بعمر الشريف (1932 ــ 2015)، والمولود بالإسكندرية لأب من أصول سورية وأم مصرية من أصول لبنانية غني عن التعريف.

اكتشفه صديقه المخرج يوسف شاهين وقدمه للسينما المصرية لأول مرة في عام 1954 بطلاً لفيلم «صراع في الوادي» أمام فاتن حمامة التي أصبحت لاحقاً زوجته.

ومذاك وحتى عام 1965 قام ببطولة 21 فيلماً مصرياً آخر، لعل أهمها: «أيامنا الحلوة» في 1955، «صراع في النيل»، و«إحنا التلامذة»، و«من أجل امرأة» في 1959، «نهر الحب» و«إشاعة حب»، و«بداية ونهاية» في 1960، «في بيتنا رجل»، و«غرام الأسياد» عام 1961.

وقدم بعد عودته إلى مصر من رحلته الطويلة في السينما العالمية وحتى وفاته 6 أفلام متواضعة انتقد كثيراً بسببها هي: «أيوب» (1983)، «الأراجوز» (1989)، «المواطن مصري» (1991)، «ضحك ولعب وجد وحب» (1993)، «حسن ومرقص» (2008)، «المسافر» (2010).

يعتقد الكثيرون خطأ أن مشوار عمر الشريف في السينما العالمية بدأ بالفيلم الإنجليزي «لورانس العرب» للمخرج البريطاني العبقري ديفيد لين في عام 1962، لكن الصحيح هو أنه مثل قبل ذلك في فيلمين فرنسيين هما «المهمة اللبنانية»، و«جحا» في عامي 1956 و1958 على التوالي، وإن فشل الفيلمان في تقديمه للعالم بصورة صحيحة.

وعليه فإن من أخذ بيده إلى العالمية وأشهره هو المخرج ديفيد لين (1908 ــ 1991)، الذي اختاره أولاً لتقديم دور مساعد (دور الشريف علي بن الحسين) في فيلم «لورانس العرب»، ثم اختاره في عام 1965 لأداء دور البطولة في فيلمه الثاني «دكتور زيفاغو»، رغم عدم تحمس المنتجين لذلك وتفضيلهم النجم البريطاني «بيتر أوتول» أو النجم الأمريكي «بول نيومان»، فكان ذلك هو اللقاء الثاني والأخير بين النجم العربي والمخرج البريطاني.

ومما لا شك فيه أن الأداء الرائع للنجم المصري في الفيلمين المذكورين بدليل حصوله من ورائهما على جوائز عالمية عدة، فتح أمامه الأبواب لدخول قلعة هوليوود الأمريكية وقلاع السينما الأوروبية، فظهر في الأفلام الأمريكية التالية: «انظر الحصان الشاحب»، و«سقوط الإمبراطورية الرومانية» في 1964، «جنكيز خان» في 1965، «الفتاة المرحة» في 1968، «ذهب ماكينا»، و«الموعد».

و«تشي غيفارا» في 1969، «الوادي الأخير»، و«الفرسان» في 1971، «مهارة عالية» في 1974، «سيدة مرحة» في 1975، «أشانتي» في 1979، «رصاصة بلتيمور»، و«الكلب السماوية» في 1980، «سري للغاية» في 1984، «مفاتيح الحرية» في 1988، «جبال القمر» في 1990، «الجنة قبل أن أموت» في 1998، «المحارب الثالث عشر» في 1999، «هيدالغو» في 2004، «ليلة واحدة مع الملك» في 2006، و«10000 قبل الميلاد» في 2008.

اشتملت قائمة أفلامه البريطانية على 5 أفلام هي: «لورانس العرب» (1962)، «الرولز رويس الأصفر» (1964)، «الثلج الأخضر» (1980)، «سارق قوس قزح» (1990)، «ضابط الإفراج المشروط» (2001). وفي قائمة أفلامه الإيطالية نجد 4 أفلام: «أكثر من معجزة» (1967)، «رحلة حب» (1990)، «ما بعد العدالة» (1992)، و«نار في قلبي» (2006).

وفي قائمة أفلامه الفرنسية نجد 7 أفلام: «ثلاثة رجال على حصان» (1969)، «الحق في الحب» (1972)، «الممسوسون» (1988)، «الأم» (1991)، «شارع الجنة 588» (1992)، «السيد إبراهيم» (2003)، و«قلعة في إيطاليا» (2013). إلى ذلك شارك في السينما الألمانية في عام (1976) بفيلم «الجريمة والعاطفة»، وفي السينما اليابانية بفيلم «الخطيئة السماوية» في عام (1982)، وفي السينما الهندية بفيلم «سينسور» عام (2001).

ولعمر الشريف أفلام أخرى ذات إنتاج أمريكي أوروبي مشترك لعل أهمها: «مغامرة ماركو بولو الرائعة» (1965)، «الخشخاش هو أيضاً زهرة» (1966)، «ليلة الجنرالات» (1967)، «مايرلينغ» (1968)، «اللصوص» (1971)، «بذور التمر الهندي» (1974)، «النمر الوردي يضرب مجدداً» (1976)، «سلالة» (1979)، «الهرم الأزرق» (1988)، «نسيت أن أخبرك» (2009)، «روك القصبة» (2013).

المفارقة أن عمر الشريف ودع الدنيا في الذكرى الخمسين لعرض فيلمه الأشهر والأروع والأكثر مشاهدة وتكلفة وهو «دكتور جيفاغو»، ما جعل الكثيرين يعودون لمشاهدة هذه التحفة السينمائية الخالدة، ليروا النجم المصري في بداياته الحقيقية نحو العالمية.

Email