ما يتسرب أو يتعمد تسريبه من المصادر الإسرائيلية خلال الساعات الأخيرة حول غزة يصبح شديد الأهمية وتطوراً كبيراً في مستقبل قطاع غزة أو ما يعرف بشكل غزة صبيحة يوم توقف القتال.

غزة الـ360 كم والتي يصل سكانها 2.4 مليون نسمة كانوا يعيشون، تحت حكم إدارة «حماس» وحصار إسرائيل لفترة لا تقل عن 15 عاماً شاهدوا فيها 4 مواجهات عسكرية استهدفت المدنيين بصفة رئيسية.

أبشع هذه المواجهات هي مجازر ما بعد 7 أكتوبر التي قامت عن عمد وترصد إنهاء وتصفية وهدم كل ما هو فلسطيني من بشر وحجر وبنية أساسية وخدمات إنسانية.

وما يتسرب الآن وأكرر عن عمد هو أن مفاوضات الدوحة الأخيرة التي يحضرها رؤساء استخبارات كل من إسرائيل ومصر والولايات المتحدة ورئيس وزراء قطر، وممثلون عن «حماس» (بشكل غير مباشر) يقول الآتي:

1. إنه سيكون قوة أمنية خاصة من السلطة الفلسطينية من رام الله هي التي ستقوم بضبط الأمن الداخلي في القطاع وضمان عدم تكرار عمليات مشابهة لـ7 أكتوبر.

2. إنه قد تم الاتفاق على أن تقوم السلطة – وليس «حماس» – بإدارة معبر رفح مع مصر.

3. إن مصر بعد تسلم السلطة سوف تقوم فوراً بإدخال المساعدات الإنسانية.

4. إن السلطة سوف تقوم بتعيين حكومة إدارة مؤقتة أهم عناصرها ستكون من التكنوقراط وأهم شرط فيها ألا يكون فيها ممثلون حزبيون ونظاميون في حركة «حماس».

مثل هذه الروايات والتسريبات تكررت مراراً وتكراراً بعد الشهر الأول من القتال ولم يتحقق فيها شيء وثبت أنها بالونات في الهواء من أجل الاختبار أو بهدف تهدئة مؤقتة قصيرة الأمد يعود الوضع بعدها إلى التفجر أكثر وأكثر.

السؤال الكبير اليوم: هل يريد نتنياهو أن يذهب في زيارته المقبلة لواشنطن وخطابه المهم أمام الكونغرس الأمريكي وفي حقيبته اتفاقية موقعة مع «حماس» بضمانة أمريكية؟، أم يريد استغلال ضعف إدارة بايدن الشديد ويقوم بابتزازه للموافقة على استمرار جنون المجازر بلا أي تسوية حقيقية؟.